مضت جولتان من الدوري الأطول في تاريخ المسابقة، وظلّت الإثارة هي السمة البارزة والحاضرة في كليهما، فتميزت الجولتان وخاصة الثانية بارتفاع نسبة التهديف، وحملت الثانية سقوطًا آخر مدوٍّ لفريق الشباب المرشح الأقوى هذا العام بناء على انتداباته المناسبة لحاجة الفريق، واستعداداته المميزة التي توجها بحصوله على بطولة النخبة، وكانت هذه المرة على يد سكري القصيم فريق التعاون الذي صال وجال وأبدع نجومه بقيادة الحربي والراشد؛ ليثخن عرين الليث بأربعة كانت قابلة للزيادة، وأما فرق النصر والرائد والاتحاد والهلال فقد واصلت حصدها للنقاط معتلية صدارة الترتيب، وإن كان الرائد أكثر إقناعاً على صعيد المستوى، إلا أن الهلال كان الأقل وخاصة أن أسلوبه الذي ميزه العام الماضي، وطريقة نقل اللاعبين للكرة بسلاسة ومهارة وثقة قد فقدها هذا العام رغم أن البطولة الأهم _ بطولة آسيا _ قد تبقى لها أقل من شهر، وقد يفقدها في ظل هذه المستويات غير المقنعة، وأما فرق الاتفاق والأهلي والوحدة فعادتها التي لا تغيب عنها (حبة فوق وحبة تحت).. لا شك أن لنور موهبته الكبيرة التي أهلتها لأن يكون معشوق جماهير نادي الاتحاد، رغم خروجه عن النص أكثر من وجوده داخله، وبعد مشكلته الأخيرة لاح في الأفق انتقال هذا النور لغير نادي الاتحاد، وسألت نفسي: هل سيكون نور في أي فرق مثلما هو في الاتحاد؟
بالتأكيد فإن الجواب سيكون بالنفي، وسيعامل كغيره من اللاعبين وسيفقد الدلال الذي كان يحظى به دون سواه، وبعدها سيأفل نجمه، وقد ترِدْه العقوبات بأثر رجعي؛ فمن هذا أقول إن نور سيجني على نفسه إن انتقل لناد غير الاتحاد، إلا في حالة واحدة ستكون الحصانة أقوى وهي أن ينتقل لفريق مدلل آخر في العاصمة!
من تحدث بغير فنه!
بعض الكتاب يخوض في أمور أكبر من مداركه، ثم يفتي فيها ولا يكتفي بذلك بل ينتقد من هم على صواب؛ لقصر علمه عن الإحاطة بتلك الفنون، ولعمري أن أمثال هؤلاء ينطبق فيهم قول الرجل الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، ولا زال ظلال بعض الظواهر التي تحتاج إلى عالم شرع يلقي بظلاله على أولئك الذين يهرفون بما لايعرفون، ومازالوا يرددون كلامًا لا يصح، ويحاولون ترسيخ مفاهيم منافية للثوابت الشرعية الراسخة، ولا أخالهم إلا من الرويبضة الذين أخبر عنهم الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم..
رفقًا بنا أيها المعلقون
بعض المعلقين يتخذ منهجًا معينًا في تعليقه ولا يتزحزح عنه قيد أنملة، ولا يبحث حتى عن تطويره أو علاج قصوره وما أكثر القصور عند بعضهم؛ لذلك يزعجني بعضهم عندما يبالغ في الثناء على فريق أو لاعب قد لا يستحق الثناء نفسه فضلًا عن المبالغة فيه، في مقابل هضم حق بعض اللاعبين الموجودين في المباراة والذين يفْضُلون من أُسْبِغتْ عليهم تلك الألقاب، بل إن بعضهم قد يحول المباراة إلى حصة إنشاء مُحاولًا أن يظهر براعته البلاغية، وثروته اللغوية على حساب المباراة والمستمع المغلوب على أمره الذي لا يجد مفرًّا في كثير من تلك الحالات إلى كتم صوت الجهاز الذي ينبعث منه ذلك الصوت، وأما تقليعات بعضهم فحدث ولا حرج، فقد استمعت إلى أحدهم وهو يقول (صدقني أن الأهداف ملح المباراة) ولم يتبق إلا أن يحلف على ذلك!
فدعوة صادقة لإخوتنا المعلقين ألا يتوقف طموحهم عند بلوغ هذه المرتبة، بل عليهم الاستفادة من الأساتذة الذين سبقوهم ولم ينشزوا أبدًا في مسيرتهم التعليقية، وأن يطوروا أنفسهم بالاستفادة مما يطرحه الكتاب أو ما يصلهم مشافهة..
بقايا حتى
يجب أن يجد الهلاليون حلًا لبعض الأخطاء الدفاعية التي ظهرت بشكل جليّ هذا العام، فمن أبجديات لعبة كرة القدم أن المدافع لا يحاول المرور من المهاجم، بل عليه التمر ير السريع لأقرب زميل خالٍ، وعليه تحري الدقة في ذلك أيضًا..جمهور الهلال ليس كأي جمهور، لا تأخذه الوعود وتسيره كيفما تشاء، بل له عقل يميز ويدرك ويحكم، وعندما يختفي فهي رسالة عتاب لمسؤولي فريقه أن الحال لا يسر! لا يحسن التدخل بعمل المدرب، لكن يجب تنبيهه أن بعض اللاعبين من النجوم القادرة على حسم أية مباراة، أمثال اللاعب الرائع الخلوق عيسى المحياني الذي يظلمه جيرتس بركنه كثيرًا في دكة البدلاء ثم يدخله ليلعب في الطرف أو في الوسط أحيانًا!!
سامي الجابر ذهب مع خالد عزيز لميونخ وهاهو يذهب مرة أخرى لفرنسا ليتعاقد مع جهاز طبي جديد، والغريب أننا لم نسمع أنه سيرافق (نيفز) للاطمئنان على سلامة المولود! ذلك الكاتب الستيني مازال يردد ما يردده المراهقون، لاعبكم فعل ولاعبكم ترك، وعليه أن يدرك أن الجيل الذي يحاول هذا الكهل استمالته لا يذكر تلك الحالات التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عامًا، ولا تستحق أصلًا أنت تذكر فضلًا عن كذبه الذي تعودناه منه في مثل هذه الحالات.لا جديد فتلك النشرة تسرق الأخبار وتنسبها إلى مصادرها الخاصة، فعلى المتضرر إلا يعبأ بذلك، فتلك النشرة المسماة جريدة مجازًا أخبارها الحصرية الخاصة بها هي التحريض التجني والكذب، وأما ما عداها فهي للسرقة أقرب!
يجب أن يضع بعض كتاب النصر ماقاله عنهم رئيسهم سمو الأمير فيصل بن تركي نصب أعينهم أنهم سبب مشاكل النصر، وأن يستفيدوا أيضا من الكتاب الراقين والرائعين الذين يهمهم مصلحة النصر أولًا وثانيًا وأخيرًا كالكاتب المتألق الأستاذ عبدالكريم الزامل.ما شاء الله ذلك الكاتب مرة عالم شرع ينتقد المشايخ ومرة أديب ومرة كوميديان، فلن أستغرب المرة القادمة لو رأيته يجري عمليات الإحماء ليشارك فريقه!
آخر حتى
رحمك الله يا غازي، فبفقدك سيفقد الوطن الكثير!