آخر الأخبار المنشورة عن جمعية حماية المستهلك أن هناك (خصاما) بين رئيس الجمعية وبقية الأعضاء، وأن وزارة التجارة تقف من هذا النزاع الذي وصل إلى الصحافة موقف المتفرج (المحايد)، ولم تحرك ساكناً؛ وكأن لسان حالها يقول: لم آمر به ولم يسؤني. بعض الخبثاء، وربما (المغرضين) في موازين الوزارة يقولون: إن وزارة التجارة يهمها التاجر أولاً، أما المستهلك، أو (الزبون) كما يُسمى في قواميس التجار، فيأتي ثانياً من حيث الأولوية، أهميته تنحصر فقط في كونه طرفا في معادلة البيع، ومتى ما تعارضت المصالح فيجب تقديم الأهم على الثانوي كما هو معروف في حسابات أصحاب المصالح. لذلك فإن هذه الجمعية برمتها يجب أن تواكب أولويات الوزارة، فهي وزارة تجار أولاً وأخيراً، ومن الغباء أن ننتظر من وزارة التجار أن تضع قيوداً رقابية على نفسها، أي أن هذه الجمعية لو كانت (جمعية حماية التجار) وليس المستهلكين، لاختير لها أحد كبار الإداريين، ممن يسعون إلى تحقيق أهدافها بأمانة، لا يخشى في ذلك غضبة مسؤول كبير في وزارة التجارة.
سكوت وزارة التجارة على خلافات الأعضاء يثير كثيرا من الشكوك حول موقف العاملين في الوزارة من رسالة هذه الجمعية، فكيف تسمح هذه الوزارة بأن تتفاقم هذه الخلافات، ثم تقف صامتة إزاءها؟
دخلت إلى موقع (جمعية حماية المستهلك) على الإنترنت، أبحث عن نشاطات هذه الجمعية، فلم أجد إلا مجرد إعلانات دعائية لا تسمن ولا تغني من جوع، وكذلك أخبار ترويجية لرئيس الجمعية، تقول إن سعادته تكرم مشكوراً وزار: (مقر إذاعة جدة حيث التقى بعدد من المسؤولين بجهاز الإذاعة والإذاعات التي تنطلق من مدينة جدة (البرنامج الثاني - نداء الإسلام - البرنامج الأوروبي - والبرامج الموجهة) حيث استقبله د. عبد الله الشايع مدير عام إذاعة جدة، والأستاذة دلال عزيز ضياء مديرة إذاعة البرنامج الثاني، والأستاذ عدنان صعيدي مدير إذاعة نداء الإسلام، وعدد من مسؤولي الإذاعة وموظفيها والزملاء في أقسام الإعداد والتقديم والإخراج والهندسة الإذاعية).. بالله عليكم ماذا يهم المستهلك من أن يقوم الرئيس بمثل هذه الجولات، ويتفقد أقسام الإذاعة؟.. هل يستطيع أحد أن يخبرني؟
وقرأت خبراً آخر يقول: (انضمت جمعية حماية المستهلك السعودية لعضوية المنظمة الدولية لحماية المستهلك (CI)»المستهلك الدولي»). ولو أن هذه المنظمة الدولية أجرت مسحاً ميدانيا لنشاطات هذه الجمعية لرفضت انضمامها، غير أن قبول هذه المنظمة عضوية الجمعية وهي بهذا السوء يؤكد أن هذه المنظمة لا تهتم بالواقع قدر اهتمامها بزيادة عدد المنضمين إليها، حتى وإن كانت جمعية شكلية، ليس لها نشاطات تذكر كما هو وضع جمعيتنا (العتيدة)!
أريدكم فقط أن تقارنوا بين الجهود الكبيرة التي تبذلها (جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كلاتا») في مجال عملها، والتي هي إحدى جمعيات المجتمع المدني، بهذه الجمعية المتهالكة لتدركوا الفرق بين الذي يعمل والذي لا يعمل.
إلى اللقاء