Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/08/2010 G Issue 13838
الاربعاء 08 رمضان 1431   العدد  13838
 
كبد الحقيقة
جامعة (المؤسِّس) والعلم الرياضي
خالد الدوس

 

لم تَعُد الرياضة فقط ممارسة عفوية لنشاط بدني وصحي وفكري، وإنما أصبحت علماً قائماً بذاته له نظرياته ومقوماته ومعاييره المبنية على أسس ومناهج علمية.

لقد أصبحت الرياضة اليوم حقيقة بشخصية عالمية في عصر العولمة والقرية الكونية .. اكتسبت أهميتها وأبعادها النبيلة في الحياة اليومية للبشر.

إنّ التطور السريع للأنشطة الرياضية على المستوى الوطني والدولي وانعكاساتها على اقتصاديات الدول وعلى البناء الاجتماعي والثقافي ودورها الحيوي في التنمية البشرية، يتطلّب إدارة علمية فعّالة ومؤثرة للمؤسسات والمنظمات الرياضية، بحيث تستطيع قيادتها لتحقيق أهدافها ومواكبة متغيّراتها ومواجهة تحدياتها بنجاح وفاعلية.

إنّ النمو السريع والتطور الكبير الذي شهده قطاع الرياضة في الدول المتقدمة خلال العقود القليلة الماضية كان نتاجاً طبيعياً لمساهمة التطبيقات التكنولوجية وإدارة تقنية المعلومات.. التي أتاحت مواكبة الأحداث الرياضية حية مباشرة لحظة حدوثها في أي مكان في العالم.

لقد أصبحت الرياضة في عصرنا الحديثة إنجازاً تعليمياً تربوياً إبداعياً.. وأصبحت لها قيمتها في التنمية البشرية وتعزيز صحة الإنسان.. إضافة إلى دورها الاجتماعي المؤثر.

فالرياضة هي حضارة بشرية وإبداع إنساني وسلوك فكري ونسق ثقافي..

أما على المستوى الاقتصادي.. فإنّ الرياضة تُعَد صناعة سريعة النمو لها وزنها ودورها في ارتفاع الناتج الوطني للمجتمعات.. فهي في بعض الدول من أهم وأبرز قطاعات الإنتاج.

لقد حدثت متغيّرات عديدة في مسيرة قطاع الرياضة والتربية البدنية.. واتسعت مجالاتها وتعدّدت آفاقها وتنوّعت مؤسساتها.. فأصبحت في حاجة ماسة إلى كوادر بشرية مؤهّلة ومتخصصة في مجال الإدارة الرياضية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بنجاح وفعالية.

لقد أدركت المجتمعات المتقدمة أهمية الإدارة الرياضية وضرورة تأهيل موارد بشرية متخصصة في مجال الإدارة الرياضية من خلال المؤسسات التعليمية الجامعية.

ولهذا لا تكاد تخلو جامعة في الدول الغربية من وجود برامج تعليمية تمنح درجات تعليمية في الإدارة الرياضية ابتداءً من البكالوريوس وانتهاء بالدكتوراه.. وأصبحت هناك مواد للتخطيط الاستراتيجي الرياضي، والتسويق الرياضي واقتصاديات الرياضة والقانون الرياضي، وإدارة الموارد البشرية في المؤسسات الرياضية، والإعلام الرياضي. وتستهدف تخريج قادة وباحثين وإداريين متخصصين لإدارة المرافق الرياضية.

ومن هذا المنطلق عمدت كلية الأعمال بجامعة الملك عبد العزيز وبتوجيه من معالي مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب، إلى تنفيذ برنامج دبلوم عالي في مجال الإدارة الرياضية بالتعاون مع جامعة الثالث من فبراير الأرجنتينية. وذلك بهدف تأهيل كوادر بشرية وطنية متخصصة في مجال الإدارة الرياضية الذي يشكل ندرة ويشكو فقراً في وقت نجد الحاجة ماسة لوجود هذه الكوادر المتخصصة في المؤسسات والأندية الرياضية والجامعات والمدارس وغيرها.

فالبرنامج يستهدف إعداد قوى عاملة تدرك أبعاد ظاهرة الرياضة وتاريخها ومنظماتها العصرية والرؤية المستقبلية لدورها، وتدرك دور الأنظمة الرياضية الدولية.. والأبعاد القانونية والتشريعية للرياضة محلياً ودولياً، وتتفهم وظائف المؤسسات الرياضية الحكومية والأهلية وارتباطاتها بالبيئة المحلية والدولية.

وتعرف اقتصاديات الرياضة وكيفية تنمية مواردها وأوجه الاستثمار فيها، وكذلك التسويق الرياضي والتمويل الرياضي، وتمتلك آليات أدوات إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الرياضية بطريقة مهنية. وتمتلك أدوات الاتصال الفعّال، والتفاوض المثمر، وأبعاد دور الإعلام الرياضي، وإدارة الأحداث والمناسبات الرياضية وغيرها.. وأخيراً نثمّن للجامعة المتوثبة جامعة المؤسس هذه الخطوة الرائدة وآمالنا كبيرة مع بقية الجامعات بالمملكة أن تسلك هذا النهج العلمي الرصين وتفتح أبوابها للعلم الرياضي الأكاديمي في التخصصات القانونية والمحاسبية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والنفسانية والاستثمار والتسويق الرياضي.. لنواكب حقبة العولمة الرياضية باتجاهاتها وأهدافها ومكوّناتها العلمية.. واللحاق بمرحلة صناعة الرياضة عبر صروحها العلمية ومؤسساتها الأكاديمية.

الرعاية والخيار الإستراتيجي

وجود مذكّرة تفاهم وتعاون مشترك بصور أكثر فاعلية بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات بالمملكة فيما يخص العلمية الرياضية.. وأيضاً التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الخارجية المتخصصة في العلوم الرياضية.. خيار استراتيجي ومطلب ملح.. يأخذ بيد التطور والوهج الرياضي إلى آفاق أوسع.. والأكيد أنّ القيادة الرياضية برئاسة الأمير سلطان بن فهد حريصة أن يكون الاهتمام بالعلم الرياضي من أولويات العمل الشبابي والرياضي.

الكوادر المتعطلة..!!

ثمة أسماء رياضية مهنية تملك أدمغة مستنيرة وعقولاً متفتحة.. متخصصة في العلوم المختلفة، نتمنى الاستفادة من أفكارها وخبرتها وكفاءتها ورؤيتها العميقة في المؤسسة الرياضية، ومنهم الخبير الإداري الدكتور عبد الإله ساعاتي والخبير الرياضي الدكتور عبد الرزاق أبو داود والخبير النفساني الدكتور صلاح السقا والخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله المغلوث والخبير الاجتماعي الدكتور ناصر سلمان العسيري والخبير الرياضي الدكتور عبد العزيز المصطفى وغيرهم من الخبراء الرياضيين والكوادر الوطنية (المتعطلة) التي يفترض الاستعانة والاستفادة من أفكارها وآرائها الرصينة وتجاربها وخبرتها المستنيرة.

استثمار النجومية فيما يخدم الجانب الديني هدف نبيل سجّله المهاجم الكبير (ياسر القحطاني) في شباك القيم الأخلاقية والمبادئ السلوكية الرفيعة.. شكراً (ياسر) فقد أعدت الهدف الأسمى من ممارسة الرياضة.. وقيمها النبيلة.. باعتناق طبيب الهلال البلجيكي (الإسلام).. والله المستعان.



k-aldous@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد