قال المسؤولون أثناء تدشين السجل الوطني لإساءة معاملة الأطفال، ان حالات الإساءة لأطفالنا لا تصل لحد الظاهرة وأنها حالات متدنية مقارنة بالدول المتقدمة. وهذا في رأيي كلام يحتاج إلى كثير من النقاش. فصحافتنا المحلية، خلال السنوات العشر الأخيرة، كانت ولا تزال تسجل حالات الإساءة للأطفال بشكل لافت لنظر المراقبين. وأكيد أن برنامج الأمان الأسري (الذي نظم مشكوراً حفل تدشين السجل الوطني للإساءة للأطفال) لم يتجه هذا الاتجاه بشكل مترف، بل لأن الحاجة أملت على العاملين فيه إيجاد مثل هذا السجل. وفي هذا السياق قد ينشأ سؤال:
- هل الصحافة تبالغ في نشر حالات الإساءة للأطفال، أم أن المسؤولين أحبوا ألا يضخمون الموضوع وأن يكونوا متحفظين في آرائهم، كما هو الحال دوماً؟!
وإلى أن يجيب المختصون عن هذا السؤال الصعب، دعونا نعترف بأن تعاملنا مع الأطفال في المرحلة الحالية من حياتنا صار معقداً مثل تعقيدات الحياة التي نعيشها، ولأن بعضنا لا يعرف كيف يتعامل مع ضغوطات الحياة، فإنه لا يجد إلا الأطفال لكي ينفِّس ضغوطاته عليهم. وهذا الأمر يجعل من الإساءة للأطفال ملمحاً بدأ يتضح بشدة في مشهدنا الاجتماعي، مما قد يجعل الأمر، و(معليش أيها المسؤولون)، ظاهرة من ظواهرنا السلبية المستجدة التي تستعدي، ليس سجلاً وطنياً فقط، بل اتصالاً مباشراً ومتواصلاً مع الجهات المعنية، الأمنية خاصةً، للتعاطي الحاسم مع كل حالة اعتداء، وذلك ليكون المعتدي، وبلا تحفظ، عبرة للجميع.