الجزيرة - أحمد القرني:
أوضح الدكتور عثمان بن عبد العزيز الربيعة وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير سابقًا عندما جاء المغفور له بإذن الله معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي لوزارة الصحة في العام 1982م وزيرًا للصحة بالنيابة وفي العام 1983م وزيرًا للصحة فنفضها نفضًا، لقد شنّ حربًا شعواء على البيروقراطية وعلى الفكر الروتيني البليد، وكان يرى أن الإدارة لا تكون فعالة بدون الجرأة في اتخاذ القرار المبني على أفضل البدائل والمتابعة اليقظة، وأن القرار الخاطئ خير من لا قرار. وقد جاب البلاد طولاً وعرضًا للاطلاع بنفسه على الأحوال الصحية وكان مهمومًا بكرامة المريض وأسلوب معاملته.
وكان لشخصيته القوية وصرامته في تحقيق الانضباط الأثر الفعال الذي لمسه المراجعون المرضى في احترام الأطباء والممرضين لهم بشكل فائق.
لقد تألمت وصدمت حين سمعت خبر وفاته وانتابني الإحساس بأن جبلاً شاهقًا عظيمًا يراه القاصي والداني، قد توارى، ثم تذكرت أن هذا الجبل قد خلف جبالاً شاهقة عظيمة من أحسن الشعر والقصص والفكر السياسي والإداري، الذي انطبع في صدورنا وعقولنا.
رحمك يا طيب الذكر.. لسوف تتعطر طويلاً بطيب ذكراك.
الجدير ذكره أن الخدمات الصحية قد شهدت في وزارته تطورًا ملموسًا لدى المجتمع، حيث قام معاليه بالتوجيه بشراء فندق ماريوت خريص وتحويله لمستشفى للولادة والأطفال، كما قام بتطوير العديد من المنشآت الصحية بالمملكة خاصة في أسلوب العمل الطبي والإداري. وكانت مدينة الملك فهد الطبية معلمًا طبيًا عالميًا تتعطر سيرته بها، حيث كان هو آنذاك من قام بتوقيع عقد تنفيذها ووضع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حجر الأساس لها، لتكون معلمًا طبيًا عالميًا تحتضنه عاصمة المملكة ومدينة طبية متكاملة لعلاج المواطن بمستوى عالٍ من الجودة في وطنه، وتكفيه عناء السفر داخل مناطق المملكة أو خارجه للبحث عن العلاج..