الدمام - محمد السليمان:
تسود بين الشباب المبتعث والمغترب عن وطنه للدراسة خارج المملكة روح التعاون والألفة؛ فتجدهم يحضرون بأنفسهم الطعام لوجبة الإفطار أو يجتمعون على مائدة واحدة.
وكانت حياتهم بين أهليهم من زوجاتهم وأمهاتهم مميزة، ولكنها الآن تمتاز بأشياء أكثر ذات طعم خاص، وهي روح الأخوة والتعاون في صناعة الطعام، وليس صناعة مبتكر معين، وإنما الطعام الذي يكون مذاقه من الروح التي تصنعه.
وحول ذلك يقول عبدالعزيز الماص - مبتعث في الولايات المتحدة -: افتقدت طعام والدتي، وفي رمضان أفتقده أكثر؛ لأن المسلمين في رمضان يضطرون إلى الاجتماع جبراً على وجبة الإفطار؛ لأنها الوجبة التي تجمعهم على موعد محدد بخلاف الأيام العادية، ولكنني مع أصدقائي لا نشعر بغربة بل بالأخوة، وهذا ما يخفف عني الغربة.
وقال عبد الله المانع - طالب مبتعث -: الغربة في حد ذاتها أمر مؤلم بالنسبة إليّ؛ لصغر سني، ولكن الحياة علمتني الجَلَد وأيضاً الاعتماد على النفس، وأنا هنا أطبخ وأعيش حياتي وذاتي، واكتشفت أن في داخلي طاقة تريد الخروج للتعبير عن شخصيتي، وهذا ما أسعى إليه، ولكن هذا لا يعني أنني لا أفتقد أهلي، ولكن لكل مرحلة شأناً مختلفاً.
إبراهيم سليمان - طالب مبتعث - يشعر بإحساس مختلف عندما يخرج ما بداخله؛ حيث يقول: كنت في البداية إنسانا اتكاليا ولا أشعر بطعم الحياة، وإذا أوكل إلي عمل سهل أقول لا أعرف عمله.. إلى أن جاء أحد أصدقائي في العزبة وقال إذا لم تكن تعلم فلا بد أن تتعلم، فمسألة القبول في السكن لها شروط، وإذا كنت لا تريد الطبخ فلا بد أن تدفع مقابل ذلك مالاً لتوفير وجبات للجميع.. عندها فكرت مستندا إلى أبعاد الأفكار السابقة وتبني ضرورة التعلم، وبعدها أصبحت أعتمد على نفسي وأُجيد فنون الطبخ، وها نحن في رمضان نجتمع على الخير والحب ونعتمد على بعضنا كثيرا.