الوصول إلى القمة طريق صعب اجتيازه والأصعب أن تحافظ على البقاء في القمة، أما الأكثر صعوبة من الاثنين فهو أن تواصل الارتقاء لتصل إلى أعلى نقطة في القمة.
تحقيق الأصعب وتحدي كل العراقيل والصعاب هو الخيار الذي اختارته جامعة الملك سعود والتي قبلت خوض تحدٍ في مجال حيوي له علاقة وتداخل في عملية بناء الإنسان السعودي تربوياً وعلمياً وتنمية المجتمع وتوسيع آفاق وإسهامات الوطن علمياً وأكاديمياً؛ إذ إن التحدي الذي خاضت غماره جامعة الملك سعود لا يقتصر على مجرد رفع مستوى التصنيف الأكاديمي للجامعة.
فهذا التصنيف يتطلب الرفع من المستوى الأكاديمي، ومستوى أداء الجامعة العلمي، ودورها في الإسهام برفع مستوى المجتمع علمياً وتربوياً من خلال ما يقوم به أساتذتها ومدرسوها من أبحاث وإسهامات وفق المواصفات العملية وضمن الأساليب الأكاديمية من تحكيم ونشر وما تقدمه هذه الأبحاث من اكتشافات واستحداثات لم يسبق أن نشرت أو سبق الوصول إليها، وأن ينعكس ذلك على طلبتها.
عندما حققت جامعة الملك سعود تقدماً علمياً وأكاديمياً وضمت إلى قائمة أفضل خمسمائة جامعة عالمية وفق تصنيف شنغهاي، لا يعرف الكثيرون ماذا فعلت إدارة الجامعة وعماداتها لتحقيق هذا التصنيف، ولا يعلم الكثيرون ماذا قام به أساتذتها من وضع بحوثهم على المواقع الأكاديمية وإتاحة كل ذلك أمام المستفيدين من نظرائهم أساتذة الجامعات الأخرى أو طلبتهم، وكيف أثرت هذه المواقع ببحوثها والتي تجدد وتتابع في تطوير وزيادة المساحة العلمية وإيصال ما توصل إليه العقل الأكاديمي السعودي من علم وأبحاث. وآخرها نشر بحث علمي في أشهر دورية علمية عالمية للبرفيسور عبدالله الزير.
أيضاً لا يعلم الكثيرون الجهد الكبير الذي قامت الجامعة لتطوير أدائها الأكاديمي والتعليمي وتنويع مناهجها والعلوم التي تعددت أقسامها، كل هذا لم يكن خافياً وبعيداً عن الذين يرصدون ما يجري من تطوير علمي وأكاديمي في المملكة العربية السعودية ليرتقي تصنيف جامعة الملك سعود حيث صنفت في تصنيف شنغهاي العالمي في نادي أفضل 400 جامعة باحتلالها المركز 391 متصدرة الجامعات العربية والإسلامية، كما أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي دخلت تصنيف بين أفضل 500 جامعة باحتلالها المركز 480.
الحفاظ على القمة بل والارتقاء للأعلى إنجاز كبير تضيفه جامعة الملك سعود وتلحق بها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهذا يؤكد الوجه الجديد الرائع للعمل الأكاديمي السعودي الذي يدفع بالتعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية إلى أعلى المستويات، ويؤكد ما قاله الأستاذ الدكتور وجدي عبدالفتاح خبير التعليم العالي والبحث العلمي في أحد البرامج الحوارية التلفازية، من أن النهضة العلمية والتطور في جامعات المملكة والاهتمام بالبحث العلمي يفرح ويؤثر لعودة العرب إلى الاهتمام بهذا الاتجاه الذي يعد المقياس الصحيح لنهضة الأمم والدول.
jaser@al-jazirah.com.sa