Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/08/2010 G Issue 13838
الاربعاء 08 رمضان 1431   العدد  13838
 
الملك العادل ووحدة الكلمة واحترام العلماء
مهدي العبار العنزي

 

للعالم مكانة لا يبلغها سائر العباد إذ جعل الله سبحانه وتعالى العلماء ورثة للأنبياء لأن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً لم يورثوا عقارات ولا مليارات ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر والعلماء ومكانتهم

السامية الكبيرة مصدرها أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم في قوله تعالى: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء? (28) سورة فاطر.

لأنهم أشد الناس خوفاً من الله والعلماء يتجنبون المعاصي صغيرها وكبيرها لأن العلم نور ونور الله لا يعطيه لمن يعصاه!!

ولأن العلم أمانة فإن العالم لم يتقِّ الله في أداء هذه الأمانة والوفاء بحقوق الآخرين عليه وهذا من مفاتيح أبواب العلم.

والعالم هو من يطبق مبدأ التواضع لمن دونه وعدم الزهو بالنفس لأنه يدرك أن العلم لم يوهب له لمهاراته الذاتية وإنما بتوفيق الله عز وجل والعلماء وعلى مختلف تخصصاتهم يحظون بالدعم والتكريم والاهتمام من قبل ولاة الأمر في هذه البلاد الذين قدروا العلم والعلماء وأنزلوهم في المنزلة التي يستحقونها مدركين ما للعلماء من دور مؤثر في كل مناحي الحياة وفي سبيل الوحدة والتمسك بحبل الله المتين كما دعا إلى ذلك القرآن الكريم والذي شدّد على التآلف وعدم التنازع وحذر من التفرقة قال تعالى: ?وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ? (105) سورة آل عمران.

كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد على الجماعة وقال: (إن يد الله مع الجماعة!!)

لقد استبشر الناس في هذه البلاد وفي كافة أقطار الإسلام بالأمر الملكي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أمر باقتصار الفتوى على هيئة كبار العلماء لأنه يدرك -أيده الله- أن انفلات الفتوى يشكل خطراً كبيراً على الأمة ولأنه يدرك أيضاً أن العدالة تمثل الخوف من الله والتعامل مع الأمة بكل أمانة وإخلاص وتفان وحب للخير وتكريس له لأن هذا الخير لا يمكن تحقيقه إلا إذا وجدت فيه نية التراحم بين الناس ووجد القصد الذي مصدره وجه الله لقد أجمع كل من تحدث عن هذا الأمر الكريم بأنه خالصٌ لوجه الباري المصور وأنه يمثل تكريماً للعلماء الأجلاء وتوقيرهم وأن خادم الحرمين أيده الله وسدد على دروب الخير خطاه يعتبر أن العلماء لا يمكن الاستغناء عنهم وعن أعمالهم الخالصة لوجه الله، فالعلماء كالنور الذي من خلاله يستطيع الإنسان السير في الطريق الصحيح.

لقد نذر خادم الحرمين الشريفين نفسه لخدمة العقيدة وخدمة الوطن ومصالح شعبه الدينية والدنيوية رافضاً لكل أنواع الاجتهادات الخاطئة التي تؤثر سلباً في حياة البشر وتحطيم إرادتهم أو اتجاههم في طريق غير صحيح؟ سلمت يا ملك الإنسانية ودمت على طاعة الله حريصاً على وحدة الكلمة واحترام العلماء.

****



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد