أحدثتْ الفيضاناتُ وتواصلُ هطول الأمطار الموسمية في باكستان أسوأَ أزمةٍ إنسانية في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه مئةً وسبعين مليون نسمة، إذ يتهدد ملايين البشر في المناطق التي تعرضت للفيضانات في إقليمي البنجاب والسند، وهما الأكثر كثافة سكانية في باكستان، يتهددهم الموت، في ظل تلكؤ وبُطء وكالات الإغاثة المحلية والدولية، وتأخر وصول المساعدات للملايين من البشر الذين يعيشون بلا مأوى ولا طعام، وبلا مياه شرب نظيفة، مما يهدد بتفشي أوبئة وأمراض بدأت أولى إصاباتها تظهر، حيث اكتشف الأطباء أولى الإصابات بمرض الكوليرا. جراء ذلك بادرت الدول إلى الإسراع في تقديم المساعدات وبخاصة المملكة العربية السعودية، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين بتسيير جسر جوي لنقل المساعدات العاجلة للمتضررين، وعزَّز الملك عبدالله بن عبدالعزيز توجيهاته بدعم ومساعدة الأشقاء في باكستان بإصدار توجيه إلى الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بإطلاق حملة شعبية شاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني الشقيق لمواجهة ما أصابهم من كارثة جراء الفيضانات التي تضرر منها كثيراً شعب باكستان المسلم.والواقع أن الوقوف مع الأشقاء في باكستان واجبٌ إنساني وشرعي وأخلاقي خصوصاً في هذه الأيام المباركة، ولهذا فإنَّ من واجبنا كمسلمين أن نَهُبَّ جميعاً لمساعدة الأشقاء في باكستان، وأن نُسارع بالاستجابة إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونُقَدِّم ما تجود به أنفسنا وأيدنا ونتبرع لإخوة محتاجين أشدَّ الاحتياج، حيث تتزايد الأخطار التي تهدد عشرين مليون مسلم في باكستان، بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار ودمَّرتْ الجسور والطرق، وخشية تفشي الأوبئة والأمراض، وهناك مدن ومجتمعات بأكملها في هذا البلد المسلم في حاجة إلى مواد إغاثية من غذاء ومياه نقية وإمدادات صحية، في ظل نقص كبير في الموارد المتاحة حالياً والتي لا تغطي سوى جزء ضئيل جداً من المطلوب. مسارعة المملكة ونداء خادم الحرمين الشريفين بالتبرع للإخوة الباكستانيين، والجسر الجوي المتواصل بنقل مواد الإغاثة واجبٌ شرعيٌ يتطلب من الجميع دعمه وتأكيده.
****