ما المشكلة في أن تنشر صحافتنا المقروءة أو أن يبث إعلامنا المرئي أخباراً أو تقارير عن مؤذن مسجد آسيوي مقبوض عليه في قضية اتجار بأجساد نساء؟! ما المشكلة في أن يُتهم إمام مسجد في قضية أخلاقية ما تشبه قضية المؤذن أو تكون قريبة منه؟! في كل الديانات في العالم، هناك من يستغل الدين لمصالحه الشخصية أو لنزواته الخاصة. وهذا حدث في التاريخ ويحدث اليوم وسيظل يحدث غداً، طالما أن هناك بشرا وطالما هناك حياة تجمع هؤلاء البشر؟! الذي يجب ألا يحدث، هو الاستغراب أو الإنكار أو نفي حدوث مثل هذه الحوادث. لماذا؟! لأن الاستغراب أو النفي يدل على أننا وكأننا خارج الزمن أو يراد لنا أن نكون خارج الزمن، من قِبل مَنْ يعجبهم أن نظل خارج الزمن. ولهؤلاء يجب أن نقول:
- إن ديننا فوق كل الشبهات، وان الملتزمين بهذا الدين لا حصانة لهم إلاّ بالتزامهم بالدين. أما إذا حاولوا استغلاله لمصالحهم الخارجة عن الدين، فإن الدين نفسه هو الذي سيخرجهم من حصانته السماوية.
هكذا يجب أن نفكر دوماً. وإن لم نفعل، فإن سياقاتنا ستظل مثل تلك الأزمان التي كانت فيها بعض التيارات تعتم على كل المعلومات، فلا تنشر إلا الإيجابي (وهو ليس إيجابياً، بل ينشرونه على أنه إيجابي)، في حين أن السلبيات تبقى حبيسة الأدراج، لا يطلع عليها أصحاب القرار ولا يعرفون عنها شيئاً.