مات غازي.. بل صلي على غازي ودفن.. في مقبرة العود كان الترجل لفارس الإدارة والشعر العذب، رحل بعد عطاء مثير، شعراً ونثراً وإدارة.
رحل غازي هذا الرجل الذي أوتي بسطة في الجسم والفكر والشعر.
رحل غازي هذا الرجل المختلف عليه، المتفق على دماثة خلقه وندى كفه.
رحل مؤمناً بربه، ملتجئاً له سبحانه وتعالى.
يا رب أنت المرتجى سيدي أنر لخطوتي سواء السبيل..
قضيت عمري تائها ها أنا أعود إذا لم يبق إلا القليل..
نعم يعود غازي كما نحن جميعاً مهما كانت صلتنا وقطعنا بخالقنا، نعود ويعود الراحل غازي يقيناً لا شك فيه فهو المؤمن بأن الرحيل مصير كل حي، وهو الرجل المدرك حقيقة الحياة وحقيقة الممات وما بعد الممات.
رحل غازي وقلبه يطمئنه بأنه قادم على الكريم الرحيم لكونه مؤمناً به سبحانه وتعالى.
الله يدري أنني مؤمن في عمق قلبي رهبة للجليل..
رحل غازي وهو كما رحيل العظماء يعترف بضعفه وفقره لرحمات الحي القيوم..
رحل وهو يردد أمنيته بأنه ما زال طفلاً وما ذلك إلا بيقينه بعظم التكليف وعظم الجزاء والحساب.
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فاغفر أيا رب لعبد ذليل
رحل غازي وعيناه تدمعان تقرباً إلى الله وانطراح بين يديه سبحانه تعالى.
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
آآآه ما أصعب دموع الرحيل عندما تكون من الراحل بكاء على نفسه لا على الآخرين.
ما أجمل هذه الأمنية التي تمناها الفقيد غازي..
يا ليتني ما زلت طفلاً
وفي عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً في الإهاب النحيل
يرحل غازي الإدارة والشعر، ويرحل غازي الأمنيات والخطط، ويرحل غازي ليسجل هنا رسالة واضحة جلية هذه هي النهاية للحياة الدنيا وهذه هي البداية للحياة الآخرة.
يرحل غازي ونحن نبتهل إلى الله وفي أفضل أيام السنة في يوم من أيام الشهر الفضيل بأن يكرم الله وفادته فهو ممن نحسبه يحب الله ورسوله والله حسيبه.
يرحل غازي غير مستجيب لأمنيات بنيته (هديل) بالتريث وليس بالبقاء.
رحلت يا غازي ونحن راحلون لا محالة، ولكن هل يكون لرحيلك ورحيل كل حبيب وكبير وصغير لنا عبرة؟
almajd858@hotmail.com