بالأمس القريب ترحلت من عالمنا الفاني إلى العالم الباقي.
لقد أجمع محبوك ومعارضوك على أن وفاتك كانت حدثاً مأساوياً على الجميع.
(70) عاماً قصيرة في حسابات زمننا المعاصر، إلا أنَّ الله عز وجل يفعل ما يشاء ولحكم محددة قد تكون في صالح الإنسان ذاته.
ولكن الذي يخفف المصاب أنك يا غازي ملأت تلك (70) من السنين بالعمل الجاد والكلمة الصادقة.
لقد كنت أستاذاً جامعياً ثم عميداً في هذا المجال وطلابك لا يزالون يتذكرون تلك اللحظات الفكرية التي قضوها معك، ثم أصبحت وزيراً للكهرباء فانتشلت ما كان يعانيه هذا القطاع آنذاك من سلبيات فأصبح قطاعاً سليماً وشاملاً.
ثم كُلفت من القيادة الرشيدة بالعمل وزيراً للصحة التي منحتك صلاحيات واسعة لتطوير هذا القطاع الهام، فكنت على مستوى المسؤولية حيث نجحتْ هذه الوزارة في ظل قيادتك لها نجاحاً مشهوداً.
ثم كُلفت أخيراً بقطاع القوى العاملة حيث بذلتَ جهودك في سبيل سعودة القطاع الأهلي، وكنت تشترط على طالبي التأشيرات من أصحاب الأعمال فتح المجال لديهم لتوظيف السعوديين ونجحت في ذلك.
أما عن فروسيتك في مجال الأدب والكلمة فحدث ولا حرج، والكل يشهد بذلك في الداخل والخارج، وبدليل ترشيحك لمنظمة اليونسكو العالمية.
وأما ما يتعلق بشخصي فقد فوجئت بعد أن تمت ترقيتي لوظيفتي الحالية بخطاب تهنئة منك مع أنه لم يسبق أن التقيت بك شخصياً وكنت أعتقد أنك لا تعرفني، وقد فسرت ذلك بأنه خطاب مجاملة وليس بالضرورة وجود سابق معرفة، إلا أنني فكرت بعد عدة أشهر في ضرورة مقابلتك وشكرك وإهدائك نسخاً مما سبق أن أصدرت من مؤلفات متواضعة في مجال الإدارة والأنظمة.
وفي بداية مقابلتك فوجئت أنك تعرفني وتثني على كتاباتي المتواضعة فتأكدت أنك رجل شمولي ومدرك لكل ما يحيط بمجتمعك.
فرحمة الله عليك وعفى عنك لقاء ما قدمت لأمتك.
asunaidi@mcs.gov.sa