عنوان لكتاب شيّق لجيم كولينز؛ فهو يتحدث عن الشركات ومراحل نموها ونجاحها وأسباب سقوها، التي ربما تكون شبه مستحيلة نظراً إلى النجاح الباهر لهذه الشركة أو تلك؛ نظراً إلى حجمها وصلابة مراكزها المالية.
وهو يقسم حياة الشركات إلى خمس مراحل:
1- كبرياء النجاح.
2- التوسع المبني على الإحساس بالقوة لا بالقدرة.
3- تجاهل الأخطار والإحساس بالعظمة والمناعة.
4- محاولة الإنفاذ.
5- الإنقاذ أو السقوط.
ففي الشركات والأعمال يتحتم وجود إدارة قوية تتخذ قرارات حازمة في سبيل مصلحة المنشأة والفكرة الاستثمارية؛ فمن يقود دفة المنشأة سواء كانوا أشخاصاً أو مجالس إدارية قد يواجهون قرارات مصيرية أو أحياناً التخلص من أعمال وأشخاص، وربما يأتي من هذا التصرف بعض المتاعب لصناع القرار أو للمنشأة نفسها، ولكن عدم القيام بذلك هو ما وصفه جيم كولينز في كتابه في المرحلة الثالثة من حياة الشركات بتجاهل الأخطار أو الخوف من القرارات التي تكون قوية ولها أصداء مؤثرة ولكنها علاج فعّال، فمن من أبرز المشاكل التي تواجه المنشآت: التوسع الزائد عن إمكانات المنشأة، وفي كل مكان من العالم، وبخاصة عند التدخلات الإدارية الكثيرة سواءً من المستثمرين أو ممن يعملون في المنشأة من الموظفين، وبخاصة من لديهم حجم وتأثير، وفي الغالب يكون هذا التدخل أو ذاك لدافع شخصي، إما مادياً أو معنوياً.
فالقائد الحقيقي هو من يقدم مصلحة منشآته على أي شيء آخر من غير أن يتعدى على حقوق الآخرين، ويكون مستعداً لتحمل النتائج، وإلا سوف يرى المرحلة الأخيرة من حياة منشآته في وقت أقل مما يتوقع.
وهناك كتب كثيرة في هذا الموضوع خاصة، والتجارب في اعتقادي هي المعلم الأكبر؛ فكم من الأشخاص من اعتقدت أنهم مهنيون أو انخدعت بمظهرهم وبمعسول كلامهم وإطرائهم لأنفسهم، وربما أطروك بما لا تستحق ولا يعتقدونه، وتُظهر الأيام أنهم مجرد خيبة أمل لأنفسهم أولاً ثم لمن يعملون معه؛ لذا اتخاذ القرار بالتخلص من هؤلاء هو الأنجع والأفضل لحياة الشركات والمنشآت.. وللأسف الكثير من الشركات تعاني من مثل هؤلاء، وهم سبب رئيسي لأمراض الشركات التي ربما تكون مميتة.
aalturki@adama.com.sa