محمود أبو بكر - الجزائر
أكدت مصادر دبلوماسية غربية بالعاصمة الجزائرية ل»الجزيرة» أن السلطات الموريتانية قد شرعت في عملية تفاوض غير مباشر مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بغرض تسليم عمر الصحراوي، أحد قياديي ‹›القاعدة›› في الصحراء، من أجل إتمام صفقة تبادل مع التنظيم للإفراج عن الرهائن الأسبان، المحتجزين لدى القاعدة. وقالت ذات المصدر إن نواكشوط قد وافقت على تسليم عمر صحراوي إلى باماكو (عاصمة مالي) خلال الساعات القادمة كخطوة أولى للاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر وساطة عدد من الجهات المحلية والقبلية في كل من مالي وموريتانيا. من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير العدل الموريتاني، عابدين ولد الخير، إلى باماكو أنضجت اتفاقا ثنائيا بين موريتانيا ومالي تم بموجبه إسقاط تهم الإرهاب عن عمر الصحراوي وإدانته بتهم لها علاقة بالحق العام، وذلك على ما يبدو من أجل تسهيل تسليمه للسلطات المالية ضمن اتفاق بين الدولتين. ويتوقع المراقبون للوضع الأمني المرتبط بنشاط القاعدة في المنطقة، أن يساهم الاتفاق الجديد في توسيع الخلاف القائم في المنطقة خاصة ما بين الجزائر وموريتانيا، فيما يتعلق بدفع الفدية أو إطلاق سراح العناصر التابعة للقاعدة. يأتي ذلك في الوقت الذي هدد فيه التنظيم الإرهابي (الذي سبق له إعدام اثنين من الرهائن الغربيين)، بإعدام رهينتين إسبانيتين تحتجزهما المجموعة. الأمر الذي صعد من مخاوف نواكشوط لجهة حدوث تطورات سلبية في ملف الرهائن الأسبان خوفا من أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن مصرع ثلاثة أوروبيين، خاصة بعد التدخل العسكري الذي قام به الجيش الموريتاني بمساعدة وحدات فرنسية، داخل صحراء مالي لتحرير الرهينة الفرنسي ‹›جيرمانو›› قبل إعدام الأخير من قبل تنظيم القاعدة.