بداية لا بد من التأكيد على أن الرياضة السعودية بأنديتها ومنتخباتها وألعابها كافة تمر حالياً بواحدة من أصعب مراحل بنائها ومحاولة إثبات وجودها وإعادة اكتشاف نفسها, وزاد أمورها صعوبة وتعقيداً ما تعانيه من أزمة مالية حادة ومؤثرة بدأنا نلمح آثارها العكسية على أجواء منافساتنا المحلية, وعلى مستويات ونتائج الكرة والألعاب الأخرى للأندية والمنتخبات، بطريقة شوّهت صورة وتاريخ مكتسباتنا على الصعيدين القاري والدولي؛ الأمر الذي يتطلب منا جميعاً التنويه عنه والاهتمام به رسميا وإعلاميا باعتبار أن المال هو الأساس والمحرك، وبدونه سنكون كمن ينفخ في قربة مشقوقة..
لو أخذنا أي ناد سعودي صغيراً كان أو كبيراً، غنياً أو فقيراً، في الممتاز أو في الثالثة، وقمنا بمراجعة وتدقيق ميزانيته السنوية ومقدار إيراداته ومصروفاته وتسديد المستحقات والالتزامات المالية كافة المترتبة عليه لوجدنا في النهاية استحالة أن يكون هنالك فائض في ميزانية هذا النادي أو أي ناد سعودي آخر, بل دائماً ما يكون العجز سيد الموقف.. والإشكالية لا تكمن في ذلك فحسب، وإنما في مسألة الإيرادات من أين ومتى تأتي؟ ما هو دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب وقبل ذلك وزارة المالية؟ وهل يمكن الاعتماد على أرقام محددة ومفهومة والتعامل معها في نوعية وكمية ومواعيد المصروفات؟..
الإجابة عن كل ما تقدم تشير إلى أن الدعم الحكومي للأندية بمختلف فئاتها ودرجاتها ومنجزاتها لا يتجاوز في أفضل الأحوال 20 % من إجمالي إيراداتها، وبعضها أقل من 5 % بالنسبة إلى الأندية التي تزيد ميزانيتها السنوية على مائة مليون ريال, أي أن الذي يقرر مصير الأندية مالياً ويحدد مستقبلها وكيف تفكر وتخطط وتتحرك ويتحكم بها صعوداً وهبوطاً هم في الغالب أعضاء الشرف والشركات الراعية؛ وبالتالي ستكون العلاقة المالية بين الرئاسة والأندية محدودة جداً وأحيانا شبه معدومة, وهذا وحده يكفي لتهميش أو بالأصح انحسار دور الرئاسة العامة بوصفها جهة مسؤولة ومعنية بالإشراف على الأندية والإنفاق عليها..
في ظل فوضى الإنفاق وغياب التمويل الواضح وتراجع الدولة عن دعم الأندية وعزل هذه الأخيرة عن الاهتمامات التنموية الأخرى ستبقى الرياضة السعودية وأنديتها ونجومها متدهورة ومتخلفة عن غيرها وعاجزة تماماً عن فَهْم الاحتراف الحقيقي وتطبيق لوائحه والاستفادة منه بوصفه نظاماً عالمياً وشرطاً أساسياً للتطوير الرياضي الشامل فكراً وممارسة..
كونوا مع (كلانا)
في هذه الأيام المباركة، ومع زحمة رسائل التهنئة بقدوم الشهر الفضيل، وكذلك استعداد الجماهير لبدء التصويت لجوائز دوري زين، يبدو ضرورياً لي ولكم التذكير بما هو أسمى وأغلى وأجدى.. وأعني بذلك أهمية وخيرية وقيمة المساهمة في حملة التبرع لمرضى الفشل الكلوي عن طريق إرسال الرقم (ا) إلى الرقم 5060, هي دعوة للمجتمع الرياضي والشبابي لفعل الخير في وطن الخير. أجزم بأنها ستجد من الكثيرين التأييد والدعم والحماس والتفاعل معها؛ كونها تساهم في خدمة الآلاف من مرضى الفشل الكلوي وترفع المعاناة عنهم، كما توفر سبل ووسائل التوعية بأسباب المرض وطرق الوقاية والعلاج والدعوة إلى التبرع بالأعضاء..
شكراً للأمير المبادر عبدالعزيز بن سلمان على مواقفه ودعمه ووفائه لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي, وشكراً لكل من تجاوب وساهم بفكره وجهده وماله وعطائه ودعواته من أجل تنفيذ برامج ومشاريع (كلانا) أو أي مشروع إنساني وخيري آخر وتحقيق طموحات القائمين عليها ورسم الابتسامة وبث روح الأمل في نفوس المحتاجين والمنتسبين إلى الجمعية..
بوابة من غير بواب!
هل كنا بحاجة إلى مثل فضيحة صفقة اشبيلية مع النجم نايف هزازي حتى نكتشف مهازل وكلاء اللاعبين, ولوائحهم, وضوابطهم, وشروط حصولهم على تصريح العمل, وإساءة الكثير منهم إلى البقية القلة المحترمين المفخرة لوسطنا الرياضي وفي مقدمتهم الخبير أحمد القرون؟ غير ذلك لماذا الأبواب مشرعة لكل من هب ودب لتحقيق ربح سريع وشهرة واسعة بالمجان ودخول هذا المجال وغيره من المجالات الرياضية بالفهلوة تارة وبالعلاقات الشخصية تارة أخرى؟
ما ذكرته عن أضحوكة (اشبيلية) يسري على (نكتة) مباراة منتخبنا مع منتخب توجو, تفاصيلها وأسرارها وعجائبها، وكيف تم اختيار منتخب مكون من 15 لاعباً لخوض مباراتين خلال أربع وعشرين ساعة، إحداهما لم تكمل؟ ما الفائدة منهما في وقت أعلن فيه المدرب بوسيرو أننا سنشارك في أقرب استحقاق قادم «دورة الخليج» بمنتخبنا الأولمبي الذي لم يتشكّل بعد؟!
أخيرا متى نصل بمنتخباتنا وبلجان الاتحاد إلى عقلية ومستوى اختيارات وحرص وجودة واهتمام أنديتنا بمعسكراتها ونوعية أجهزتها الإدارية والفنية؟ متى ندرك ونفهم كوارث ومخاطر قرارات (ردود الأفعال) وإدارة (خبط عشواء)..؟!!
انتقلت حقوق نقل مباريات الدوري والمسابقات الأخرى إلى قناة الجزيرة، وكالعادة الأندية المعنية آخر من يعلم..
مطلوب من إدارة الهلال التي أنفقت مئات الملايين على الفريق الأول أن تنفي أو تتخذ قراراً سريعاً وحازماً لحل مشكلة عدم تسلم العاملين في القطاعات السنية مرتباتهم لأكثر من عشرة أشهر..!!
الفوز الثمين للرائد على بطل النخبة الشباب نتيجة طبيعية ومستحقة جاءت لتؤكد نجاح استعدادات الرائد وتنصف بذل وجهد وسخاء الرئيس الخلوق فهد المطوع..
بداية جيدة ولافتة لروماني النصر اوفيدو بيتري وبرتغالي الاتحاد باولو جورج..
abajlan@hotmail.com