تطرقت بالأمس إلى الخذلان الذي نشعر به تجاه سلبية وزارة التجارة والجهات المعنية الأخرى في مجال الدفاع عن قضايا المستهلك، والذي صار ملطشة للتجار العاملين في بيع الخضار والبيض والمياه واللحوم والسيارات وقطع الغيار والملابس والأجهزة الكهربائية والأثاث والعطور ومستحضرات التجميل والرز والحليب والزيت والأجبان والبلوك والحديد والدهانات. أي أن المستهلك يخرج من بيته ليكون لقمة سائغة لكل من فتح دكاناً صغيراً أو مجمعاً ضخماً، دون أن يتكرم أحد ليقوم بوظيفته ويحميه من هذا الجشع المتواصل.
بالأمس، تحدثت عن وسائل خداع شركات التبغ بالتعاون مع شركات أخرى ضخمة مثل شركات الاتصالات، واليوم أشير إلى خداع آخر لا يقل خطورة، ظل يُمارس ضد أطفالنا يومياً، دون أن تضع له جهة ما أي حد. إنه خطر الجوائز والهدايا التي تعلن عنها شركات الأطعمة السريعة، والتي يحذر منها (أي من الأطعمة السريعة) كل الأطباء والأخصائيون الصحيون.
ألا يجب أن نحاكم من يخدع طفلاً ويستدرجه لما يضر جسده أو ثقافته أو أمنه؟!
النظام يقول: بلى.
لماذا إذاً لا نحاكم من يغرر بعقل طفل ويوهمه بأن هذه المأكولات المعبأة بالدهون القاتلة وباللحوم المجمعة من بقايا الحيوانات والبطاطس المجمدة منذ سنوات والمشروبات الغازية المدمرة للجهاز المناعي، هي وجبات لذيذة، وإن من يشتريها من الأطفال يحصل على جوائز مسلية؟!
يا ناس، يا بشر : ليتحرك أحد.