Al Jazirah NewsPaper Monday  16/08/2010 G Issue 13836
الأثنين 06 رمضان 1431   العدد  13836
 
نهارات أخرى
البطالة والعنصرية
فاطمة العتيبي

 

تفاعل كثير من القراء مع مقالة (آخرتها سيكورتي)، ووصلتني تعليقات غاية في الظرف وخفة الدم من الإخوان العاملين غير السعوديين مثل: (بلاش عنصرية وإحنا الأجانب مانوخذش رزق أحد) ومثل: (إحنا بنشيل الزلط في عز الشمس من صغرنا وأولادكم السواقين بيحملوا عنهم شنط المدرسة مستكثرين علينا شوية الحوالات اللي بنبعتها لأهالينا)، (علموا أولادكم حب العمل واتركونا في حالنا واللهم لا حسد).

أما السعوديون فقد تفاعلوا بصورة مبهجة ووعي رفيع، وقد اخترت هذا التعليق التحليلي من سعودي ناجح في القطاع الخاص هو الشاب سعيد القحطاني الذي كتب: (في رأيي المتواضع أن مشكلة البطالة تكمن في عدة أسباب استنتجتها من خلال ما رأيته وخبرته خلال 18 سنة عمل في شركة سابك، والآن أشغل مركزاً مرموقاً في شركة صناعية كبرى، الأول: الحكومة تحتاج إلى أن تضغط على ملاك وتنفيذيي الشركات لتوطين السعوديين الأكفاء في وظائف يحتلها الأجانب منذ عشرات السنين.

لا شك أن هؤلاء التجار استفادوا وما زالوا يستفيدون من امتيازات بنكية وجمركية وعقارية الدولة تقدمها لهم لدعم الصناعة الوطنية؛ لذا آن الأوان لهؤلاء التجار أن يتخلوا عن جزء بسيط من أرباحهم لخدمة المجتمعإذا فشل التاجر في إحلال السعودي عليه أن يدفع ضريبة تتضاعف كل سنة، والحزم في مثل هذه الأمور واجب حتى تتحقق المنفعة العامة.

الثاني: على الشاب والشابة السعودية أن يغيرا ثقافتهما تجاه العمل ويعلما أن زمن الرفاهية في اختيار الوظيفة المريحة ولّى، وان زمننا الحالي يحتاج إلى صبر ومثابرة حتى يصلا إلى الخبرة والكفاءة الضرورية. هناك وظائف مهنية وصناعية ما زال الشاب السعودي يرفضها ويريد وظائف مكتبية لا تؤدي إلا إلى بطالة مقنعة.

الثالث: التجار والدولة عليهم عاتق تدريب الشباب السعودي تدريبا علميا صحيحا يلبي حاجة السوق، فكم من التخصصات في الجامعات والمعاهد لا يحتاج إليها السوق وتجد عذرا للتاجر وأرباب الشركات للقول إن السعودي الماهر ليس له وجود، ما الذي يمنع لو اجتمع مجموعة من رجال الأعمال وكونوا معهدا أو جامعة متخصصة يديرها طرف ثالث بحيث يكون خريجو هذه المؤسسة التعليمية مصدرا لشركات رجال الأعمال.

الرابع: كفاءات مديري التوظيف يجب أن ترقى إلى مستوى عال، ويطبقون أساليب التوظيف والتقييم الحديثة.

أفضل الشركات هي التي تعرف كيف تستقطب وتطور موظفيها بل وتحافظ عليهم لفترات زمنية أطول.

المعادلة الصحيحة هي: درس ثم درب ثم وظف ثم طور.

الواقع الحالي: وظف ثم طفش!

تعلمين يا سيدتي أن بعض مديري التوظيف في القطاع الخاص أجانب؟؟؟؟ كيف يسعود الوظائف وهو يعلم أنه في نهاية المطاف سوف يخسر وظيفته؟؟إذا توافر الإيمان الحقيقي بأهمية السعودة من قبل المسؤولين حتما سوف تسير الأمور في مسارها الصحيح وإلا سوف نسير مكاننا، ونرى كاتبة مثل حضرتك تطرح الموضوع نفسه بعد عشر سنوات!!)





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد