Al Jazirah NewsPaper Monday  16/08/2010 G Issue 13836
الأثنين 06 رمضان 1431   العدد  13836
 
أضواء
رحيل الاستثنائي
جاسر الجاسر

 

فقدت المملكة العربية السعودية والأمة العربية جمعاء مفكراً وإنساناً أديباً وسياسياً وإدارياً فذا، فقد غيب الموت الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي. الرجل الاستثنائي بحق، رجل كان الأميز عندما تسلم مسؤوليات إدارات وزارات كانت تعاني من قصور في الخدمة، فانتشلها وأعاد لها الحياة.

السعوديون يتذكرون ماذا فعل الدكتور غازي القصيبي، حينما تسلم مسؤولية وزارة الكهرباء، لينقذ السعوديين وكل من كان يقيم بأرض المملكة من انقطاعات الكهرباء والخدمة السيئة، ليؤسس أفضل شركات الكهرباء في المنطقة، واليوم يتمتع السعوديون بما وضعه غازي القصيبي من تأسيس لقاعدة أساسية للكهرباء.

وعندما تردت مستويات الخدمات الطبية، أوكل إلى الدكتور غازي القصيبي فعمل مبضع جراح الإدارة، وعالج القصور الإداري والصحي في وزارة مهمة لها علاقة بحياة الناس، ووضع أسس المستشفيات التخصصية.

وعندما واجهت المملكة تحدي مشكلة البطالة أسندت إليه مهمة تنظيم وزارة خاصة بالعمل ومع أن المرض كان يزاحم القصيبي ويشاكسه من أداء الدور المنوط به لمعالجة هذه المشكلة التي تؤرق السعوديين جميعاً، إلا أنه عمل ووضع قواعد وأسس لمعالجة هذه المشكلة، منها الحد من الاستقدام وفتح التوظيف بتشجيع صناديق الموارد ومشاركة المؤسسات الحكومية في تكاليف التدريب والتوظيف، ورغم العراقيل التي وضعها المستفيدون من بقاء الحال على وضعه وامتهانهم تجارة التأشيرات إلا أن القصيبي حاول في هذا المجال رغم المرض.

في السياسة والأدب، للدكتور غازي القصيبي حضور وإسهام فعال يعرفه كل من يتابع الحراك السياسي والفكري والثقافي السعودي، فالدكتور القصيبي أحد أعضاء الدائرة الاستشارية المختارة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقدم رأيه وفكره السياسي لخدمة بلاده، فهو المتواجد في كل الوفود المرافقة لخادم الحرمين الشريفين قبل مرضه.

أما أدبه وشعره والفكر الاستثنائي الذي عرف به غازي القصيبي فهو متروك للنقاد وكتاب الأدب والثقافة، ومع ذلك نذكر عمله الذي جعله ظاهرة فكرية وأدبية وسياسية وثقافية متميزة ليس في المحيط السعودي فقط بل على المستوى العربي كافة؛ فهذا الرجل لم يشغله المرض ليقدم لقرائه ومتتبعي الفكر العربي ثلاثة كتب وهو على فراش المرض.

رحم الله غازي القصيبي.. فقد كان فعلاً استثنائياً في فكره وإدارته وسياسيته وشعره وأدبه وأخلاقه.. وعمله.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد