انطلق أمس قطار دوري (زين) للمحترفين.. هذه الانطلاقة التي تأتي في ظل الكثير من التجاذبات حول جدوى المعسكرات الخارجية التي أقامتها فرق الدوري.
بين من يرى انحصار جدواها في إقامتها خارج الحدود، وبالتالي إمكانية ضمان ضبط الأمور وعدم تمكين العناصر التي اعتادت على ممارسة التسيب والتحايلات والغيابات عن التمارين بأعذار مختلفة.
وبين من يرى بأنّ تلك المعسكرات لم تكن سوى رحلات سياحية وترفيهية هرباً من صيفنا اللاهب.. بينما فئة ثالثة ترى بأنّ المسألة ما هي إلاّ من قبيل المحاكاة والتقليد لا أكثر ولا أقل.
على أنّ كل هذه الأقاويل لا تعدو عن كونها وجهات نظر خاصة وبالتالي فهي قابلة للصح والخطأ، وقد تكون بين بين.
في حين أنّ التأكيدات الصادرة من مسؤولي تلك الفرق وبخاصة الكبار منها.. إنما تصب في خانة نجاح معسكراتها بكل المقاييس.. وأنها فقط تنتظر إشارة البدء لمباشرة مهمتها في اكتساح الفرق المنافسة دون رحمة أو شفقة (؟!).
وهنا تعود بي الذاكرة إلى هيلمانات بداية الموسم الماضي.. من وعود وتهديدات بالتهام الأخضر واليابس، وحين جاء وقت الحصاد، انكفأت تلك الأصوات وراحت (تعزّي) النفس بالقول: هذا الموسم (لك عليه) وذلك انطلاقاً من عادتها عندما يكون الهلال هو صاحب اليد الطولى (؟!).
عموماً: يحسب لبعض الفرق (المنفوخة) إعلامياً، أنها تخلّت عن مكابرتها الظاهرية بعدم الحاجة إلى الاستفادة من التدابير والسياسات الإدارية والفنية والاحترافية التي انتهجها الهلال خلال الموسم الماضي الذي قالوا عنه (لك عليه)، وها هي تعمل جاهدة على محاولة تطبيقها خلال موسمنا الجديد.
كل ما نتمناه أن تثمر هذه المحاولات ولو في حدودها الدنيا على الأقل حتى لا نسمع عبارة (لك عليه واخواتها) عندما تخفق الفرق إياها في إثبات وجودها، وبما يوازي ضجيجها وصخبها الإعلامي العجيب (؟!!).
إلى متى هذه المهازل؟!
بقدر ما حققت الكرة السعودية من نجاحات على أكثر من صعيد.. إلاّ أنها تعرّضت في المقابل إلى الكثير من الهزّات والانتكاسات والإخفاقات، إنْ على صعيد المنتخبات، أو على صعيد الأندية.. أي أنها شهدت خلال بعض مراحلها ومنعطفاتها ما استدعى الدخول في بعض التجاذبات والنقاشات الحامية، آخرها الإخفاق في التأهل إلى نهائيات المونديال الأخير.
وشهدت مسيرة العديد من النجوم الكبار الذين خدموا شعار الوطن على امتداد تاريخ الكرة السعودية.. العديد من الإشكالات، وانتهت جميعها في حدود المعقول من الوقت، والمعقول من الطرح والأخذ والرد.. فما الذي يحدث اليوم(؟؟).
لاعب يُقيم الدنيا ولا يقعدها (!!).
لاعب استطاع أن يحوّل أحد الكيانات الرياضية المعروفة بالكبيرة إلى (ألعوبة)، يتحكّم في جميع منظوماته من داخل قصره العامر بكل بساطة(؟!!).
لاعب (يتلاعب) بـ(99%) من إعلام البلد الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية إلى حد تحويل كافة هذه الوسائل الإعلامية بكافة مقوّماتها إلى (ملهاة) يتسلّى بها هذا اللاعب الأعجوبة(؟!!).
المخجل في الأمر أنّ بين من يتلاعب بهم هم شخصيات اجتماعية مرموقة جداً، وبينهم الدكاترة والمهندسون والوجهاء والأعيان والأعلام(؟!!).
عجيب أمر هذا اللاعب.. من أين له كل هذا النفوذ السحري، وكيف استطاع أن يسيطر على كل هؤلاء ومعهم الكيان الذي أضحى كما لو أنه أحد مؤسساته الخاصة(!!!).
خلاصة القول: إنّ أقلّ ما يمكن أن توصف به كل حلقة من حلقات مسلسل مهازل هذا اللاعب المملة، وما يواكبها من استنفار إعلامي محموم هو (عيب)، ليس على مستوى اللاعب وناديه، وإنما على مستوى رياضتنا بأكملها، ومستوى سمعتها في نظر الآخرين بعد أن أصبحت الأمور (اللي ما يشتري يتفرج)(؟!!).
وإن منحني الله العمر إلى حين موعد التشكيل النهائي للأخضر، فسيكون لي معكم لقاء جديد نتحدث فيه عن مهزلة أخرى من مهازله.
ذلك أنه إن تم ضمه فسنرى العجب العجاب كالعادة حول المطالبات بمنحه امتيازات خاصة كتلك التي يحظى بها في ناديه(؟!!).
وإن لم يتم ضمه فالويل والثبور وعظائم الأمور، وأنّ المسؤولين عن المنتخب لا يفهمون شيئاً(؟!!).
ومع كل هذا يتساءلون: لماذا أضحت الإخفاقات ملازمة لمنتخباتنا في الآونة الأخيرة(؟!).
على طاري المنتخبات: المتابع للأساليب المتّبعة ولنتائج منتخباتنا بشكل عام، سواء الرسمية منها أو التحضيرية.. سيعتقد بأنّ الغرض هو إعداد المدربين وليس اللاعبين.. اللهم إني صائم.
يا رب
اللهمّ إنّك عفوٌّ كريمٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي