اتهمت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء)، شركة اتصالات كبرى بالضلوع في دعم البرامج الترويجية والدعائية لإحدى شركات التبغ بالسوق المحلي. وكشفت الجمعية عن حصولها على حقيبة هدايا مصغرة تحتوي على علبتيْ تدخين وولاعة فاخرة. وقامت الجمعية برفع شكوى لوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك لاتباع الإجراءات القانونية ضد الشركة، خصوصاً أن هناك أمراً سامياً صريحاً، يمنع كل أنواع الترويج للتبغ.

وربما لو تتابع الجمعية نشر أخبار إلحاقية لهذا الخبر، تقول من خلالها للناس، ماذا تم بخصوص الشكوى، وماذا سيكون موقف وزارة التجارة وموقف جمعية حماية المستهلك، لكان أفضل وأكثر نفعاً. فرفع القضية مهم، ولكن الأهم: ماذا سينتج عن رفعها؟! هل ستتحرك وزارة التجارة باتجاه إيقاع عقوبات رادعة على شركة الاتصالات؟! هل سيكون هناك على الأقل تفاهم رسمي بين الوزارة وبين الشركة بخصوص هذه المخالفة القانونية الواضحة للأمر السامي ؟! هل ستمر هذه المخالفة كالعادة، مرور الكرام، و(ولا من شاف ولا من دري)؟!

إن كل ما يتعلق بحماية المستهلك وصحة المستهلك، صار من الأمور التي لا تحرك شعرة في رؤوس المسؤولين عن قضايا المستهلكين، يعني قضاياهم صارت مستهلكة، بايخة، مقرفة، وعَّة، تحوِّم الكبد، لذلك فإنني لا أتوقع أن يصدر شيء ما بخصوص حمايتنا من الشركات التي تروج أكثر ما تروج للتدخين أو للوجبات السريعة القاتلة.