فاصلة:
(ظلم يرتكب بحق شخص واحد هو خطر على الجميع)
- حكمة لاتينية -
سأحكي لكم حكاية غريبة لكنها بالفعل وقعت لي وتحمل في طياتها مضامين خطيرة.
قبل أشهر أهديت إلى صديقتي جهاز جوال «بلاك بيري « وكنت وقتها في مانشستر، وشاء القدر أن تعود صديقتي إلى السعودية عبر طيران الخطوط الجوية السعودية ومعها جهاز الجوال في أحد حقائب سفرها، وحينما وصلت صديقتي إلى مطار الملك خالد بالرياض تفاجأت هي وعدد من الركاب في تلك الرحلة بسرقة حقائبهم.
نعم سرقة.. فالحقائب عادت وهي مفتوحة وممزّقة وخالية تماماً!!
بلّغت صديقتي عن مسروقاتها وكانت إدارة الخطوط الجوية السعودية تصرّ على أنّ السرقة تمّت في بريطانيا وليس في السعودية. واستعوضت صديقتي سرقة حقائبها وشكت أمرها إلى الله.
لم تنته الحكاية بل ابتدأت قبل يومين حينما اتصل بي رجل يسألني إذا كان قد سُرق مني جهاز «بلاك بيري» وبلّغت عنه؟
الرجل لم يستطيع أن يستعمل الجهاز وكلّما أدخل فيه شريحة سعودية يظهر له اسمي وعناويني، لأنه لا يعرف أنه لكي يستعمل في السعودية الجهاز البريطاني عليه أن يبطل الحظر أولاً.
سألت الرجل كيف وصل إليه الجهاز قال إنه اشتراه من رجل في الشارع. والسؤال هل هذا الرجل اشترى الجهاز بالفعل أم أنه هو السارق؟ فكيف إذن عرف أنّ الجهاز مسروق ومبلّغ عنه؟
إذن سرقة الحقائب تمّت في السعودية؟
من الذي يمكنه أن يفتح الحقائب ويمزّقها ويسرق محتوياتها؟
الحادثة ليست في إطار جهاز جوال بل المضمون أعمق من ذلك بكثير. فالركاب مع الخطوط الجوية السعودية يأمنون على أرواحهم وعلى حاجياتهم. وإذا لم تهتم الخطوط الجوية السعودية بسمعتها بين ركابها، فلن يفيدها إعلاناتها بأنها تقدم أجود الخدمات.
من سرق الحقائب ومن خان الأمانة؟
هذا سؤال خطير ولو كنت في مقام المسئولية في الخطوط الجوية لأجريت تحقيقاً مع الرجل الذي وصله الجهاز، لأنه مفتاح الخيط إلى السارق أو مجموعة السارقين الذين يلوّثون سمعة جهاز كبير كالخطوط الجوية السعودية، رقم الشاب واسمه لديّ إنْ كان هناك أحياء يسمعون النداء!!
nahedsb@hotmail.com