خلال الفترة الماضية دارت أحاديث وجدالات وانتقادات داخل المجتمع السعودي حول كثير من الموضوعات الفكرية والخدمية بين مؤيدين ومعارضين؛ حيث اختلف الكثيرون حولها، وهذا يعد - من وجهة نظري - أمراً عادياً وصحيًّا
بل لابد منه في هذا الوقت, إلا أننا لم نرَ النتيجة المؤملة في مثل هذه الاختلافات إذ تحوّل الموضوع إلى اختلاف تضادٍّ وليس اختلاف تنوع فأصبحنا أمام فريقين وتيارين متضادين في بعض الأحيان.
وسوف أستعرض بعض هذه الحالات التي دار فيها جدل وحوار صحفي وفكري، لكن يبقى السؤال الأهم هو: هل سوف ينتهي الجدل والنقاش حول هذه القضايا مع إطلالة رمضان أم يستمر مسلسل الجدال والنقاش البيزنطي تزامنا وتناغما مع مسلسلات رمضان الخاوية!.
1- الغناء: تحدث الناس عنه كثيراً وكتب حوله الكثيرون, وكأن النهضة والتقدم والرقي لن يتم إلا بحسم هذا الموضوع، بل إني - كأحد المتابعين- شعرت من حيث لا أدري أنه ليس لدينا قضية في هذا الوطن إلا مسألة جواز الغناء أو حرمته، وكأن قضايا التعليم والصحة والمواصلات آخر اهتمامات مثقفينا وعلمائنا! وهذا عين العجب.
2- الخطوط الجوية السعودية: تناول العديد من الكتَّاب والصحفيين خلال فترة الصيف الحديث عن إخفاق خطوطنا القوي بالوصول إلى رضا المسافرين، وفي ظني أن هذا الخط سوف يستمر ولن ينتهي في رمضان وإجازة العيد وموسم الحج وغيرها. والسؤال هنا: هل سيكتب رجالات ومسؤولو الخطوط نهاية آلام المسافرين بقصص نجاح مبهجة؟ أم سنرى شركات أخرى منافسة؟ أم تستمر المقالات الناقدة حتى من الكتَّاب الذين احتفلت بهم الخطوط أثناء شراء أسطولها في فرنسا!
3- السياحة الداخلية: أعتقد أن أغلب من يدعون إلى السياحة داخل مصائف مملكتنا الغالية يقضون عطلهم وإجازاتهم بصحبة أسرهم خارج الحدود, وتبقى القناعة لدى الغالبية أن السياحة الداخلية لم تكتمل تجهيزاتها حتى هذه اللحظة، وإلا ما الذي يفسر ارتفاع الأسعار ورداءة الخدمات على الطرق, ووجود القمامات في كثير من المنتزهات. والسؤال هنا: ما الذي سيفعله المسؤولون عن السياحة الداخلية حتى الصيف القادم؟! أتوقع لا شيء سوى الدعاية الرخيصة!
4- نظام ساهر: تذمر بعض الناس من نظام ساهر في بداية تطبيقه في مدينة الرياض, وأرعد البعض وأزبدوا واتهموا ولكن يبدو أن قوة النظام - أي نظام - تجبر كل المتلاعبين على الانصياع للقوانين، ويبدو بالتجربة أن الحملات الإرشادية -رغم أهميتها- لم تفعل فعل الغرامات المقننة، ويبقى الأهم الاستمرار في تطبيق النظام مع الحرص على تلافي كل السلبيات، بالإضافة إلى ضرورة رصد كافة الأخطاء السلوكية التي تسبب إزعاجاً للمواطن والمقيم خاصة مع قدوم شهر رمضان.
5- عقود الرياضيين: أنفقت الأندية الرياضية في بلدنا خلال الصيف وما قبله ملايين الدولارات لاستقطاب اللاعبين والمدربين من شتى دول العالم؛ وذلك سعياً للمنافسة على البطولات المحلية والإقليمية. ويبقى السؤال المطروح: هل سيكمل هؤلاء عقودهم أوعلى أقل تقدير نصف عقودهم، أم سيعودون إلى بلدانهم في منتصف المنافسات وجيوبهم ممتلئة بالأموال ونفوسهم بالصغار؟ سنظل نرقب الوضع، وسيتابع مئات المحتاجين بكل سحرة - في رمضان وبعده - الأرقام الفلكية التي طار بها هؤلاء قبل أن يكملوا عقودهم!.
alelayan@ahoo.com