لا يكفي أن نفرح ونهنئ بعضنا بانضمام موقع طريف الدرعية الأثري إلى قائمة التراث العالمي، لابد أن نفكر ونبتكر في أساليب جذب لزيارة هذه المواقع وجعلها أماكن مستأنسة بمختلف الجنسيات التي تقصدها كي تراها وتلتقط الصور التذكارية فيها وتتعرف عليها وعلينا عن كثب وعن قرب.
منظر السياح وهم يجوبون المواقع منظر طازج وحيوي ويمنح شعوراً دافقاً بالاكتشاف لكل شئ للمعرفة، للتراث للتاريخ لنبض الحيوات داخل المدن وعلى أطرافها وفي سحنات أهلها وروائح طعامهم ونكهاتهم وطراز ملبسهم وعاداتهم وتقاليدهم، أن تكون ضمن فوج سياحي هو أمر ممتع للغاية لقد جربت السفر على طريقة الاكتشاف الفردي وجربته على طريقة الفوج السياحي متعدد الجنسيات، حيث تتعلم استثمار الوقت وتنفتح لك نوافذ للاكتشاف تقودك إليها الأسئلة والحكايات التي تتنامى من مختلف من يشاركونك التجوال أو من سيل المعلومات المقدم من المرشد أو الدليل السياحي.
خير وسيلة للجذب السياحي هي المهرجانات الفلكلورية التي تقام في المواقع الأثرية حيث يمتزج التاريخ العمراني بالإرث الفني المتنوع بالرقصات والملابس والطعام والسجاد وأدوات الزينة النسائية وطقوس الاحتفال والفرح التي ترتبط عادة بثقافة المجتمع وتاريخه.
حري بالرياض أن تحتضن مهرجانا عالميا يتسمى بعاصمة الدولة السعودية الأولى طريف الدرعية، حينها ستمنح الرياض الجديدة كل الدعم اللوجستي للدرعية القديمة فأنا وغيري ندرك حجم عشق سلمان لرياضه الجميلة والعريقة، مما سيجعل من هذا المهرجان مفتاحا ذهبيا للسياحة في السعودية، وزيارة مواقعها العالمية التي تتوالى الجهود لتسجيلها.
أتوقع أن تمضي الهيئة العامة للآثار والسياحة بمزيد من الخطوات لتفعيل هذه المواقع سياحيا والعمل بمختلف الطرق لاستثمارها في جذب الأفواج السياحية إلى بلادنا ليعرفونا كما نحن بدلاً من صرف الملايين في إقامة معارض خارجية لتعريف الآخر بنا، في يقيني أن مجيئ الآخر إلينا أبلغ وأنجع في رسم صورة صادقة وزاهية عن حيواتنا وثقافاتنا المتعددة والسخية.
f.f.alotaibi@hotmail.com