يراهن الكثير على أن أمين مدينة الرياض يعد من أنجح إن لم يكن الأنجح على الإطلاق بين أمناء المدن، ليس الحاضرين فقط بل حتى السالفين.
مدينة كالرياض اتساعاً وأهمية بهذا المستوى المشرف الذي لا شك أنه نتيجة طبيعية لما يبذله هذا الأمين وفريق عمله من جهود جبارة استجابة لتوجيهات حاكم الرياض الأمير سلمان ابن عبدالعزيز.
من الأشياء الملفتة في مدينة الرياض مستوى النظافة الذي يعد بحق مميزاً، فلا منغصات تكدر نظرك في أي من شوارعها أو ميادينها، بعكس الكثير من المدن الأخرى التي شوهت المخلفات وحاويات النظافة المتسخة جمالها.
هذه المقالة أحررها مشيداً برجل من رجال الأمير الأمين، هذا الرجل الذي والله على ذلك شهيد لا تربطني به علاقة لا من قريب ولا من بعيد، بل إنني لا أعرف حتى سحنة وجهه، وليس لي مصلحة عنده ولا حتى عند أمانة الرياض، فأنا إعلامي فقط، ولكني أكتب من منطلق التشجيع وذكر محاسن الإنجاز، فمثل ما نحن ننتقد عندما نلحظ تقصيراً ما فإن من العدل أن نشيد عندما نجد تميزاً ما.
الرجل المعني هنا رئيس بلدية عرقة المهندس خالد الرويشد، شاب لم يتجاوز الثلاثين يحمل شهادة الماجستير في الهندسة، يعمل بإخلاص وإتقان نادر كما أشاد بذلك أكثر من شخص ومن جهة، ليس في أجندته عمل اليوم ينجز غداً، ولا يؤمن بروتين وبيروقراطية الكثير من الأجهزة الحكومية، رجل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، عمله وإنجازه شاهد حي على ما أقول، لم أكن أريد الكتابة عن هذا الشاب لولا ما وجدته من اتفاق على تميزه وندرته بين الأقران.
أحسب أنني عندما أكتب مشيداً بمثل هذا الموظف المخلص إنني سأدفع أقرانه في كافة القطاعات الحكومية إلى السعي للتميز، هذا هو المأمول، وهذا هو الدافع الحقيقي في الإشادة بالمهندس الرويشد، وهو في نفس الوقت تقدير من المجتمع لرجاله المخلصين، فكما ننتقدهم إذا قصّروا فإنه يجب علينا الإشادة بهم إذا تميزوا.
إن المسؤولية تئن صباحاً ومساءً من تفريط الكثير بها، فقد تنازل الكثير من المسؤولين عن أداء المسؤولية طواعية نتيجة لحبهم المفرط لذواتهم وحرصهم الشديد على مصالحهم الخاصة دون النظر في مصلحة المواطن أو الشعور بعظم الأمانة المناطة بهم تجاه هذا الوطن وهذا المواطن.
ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يقولها دوماً مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، ويقولها دوماً أدوا الأمانة وراقبوا الله في أعمالكم، في توجيه منه رعاه الله لكل موظفي الدولة بأن يعملوا لمصلحة المواطن وأن لا يحابوا في عملهم بما يضر بالمصلحة العامة، ومع ذلك نسمع عن بيروقراطية مفرطة وتكاسل مزعج وتغليب لمصالح شخصية مفضوح.
إن المأمول من كل موظف حكومي كبر أو صغر أن يكون عوناً للمواطن في إنجاز عمله بأقصر الطرق وأيسرها، لا أن يكون يسعى لتعقيد الأمور في إجراء يهدف من خلاله الكثير من هؤلاء المتقاعسين تأجل أعمالهم والخلود للراحة، في غياب للضمير والأمانة.
بارك الله لكل المخلصين في أعمارهم وأوقاتهم ويسّر أمورهم.
Almajd858@hotmail.com