وضعت بطولة النخبة الدولية الهلاليين - إدارة وجهازين فني وإداري - أمام الواقع الصريح لفريقهم الكروي، وأفصحت عن النتائج الحقيقية لمعسكره في النمسا، وعن أي شيء ينتظره في الاستحقاقات المقبلة، التي لا يعرف صانعو القرار في النادي الأزرق مثلا هل يواصل مدربهم مشواره مع الفريق فيها أم يرحل في أي لحظة، وهل يكون اللقب الآسيوي مهر استمرار الإدارة أم يكون ضياعه سبباً في رحيلها وفتح باب يصعب على الهلاليين غلقه منتصف الموسم، أما أنصار الفريق فهم لا يعرفون لماذا وكيف أصبح الطموح في التعاقد مع الجيزاني والكعبي وإعادة الجمعان - مع احترامي لهم ولقدراتهم - ولماذا أصبح الأمل الأزرق معلقا بانطلاقة من ويلي أو تسديدة من رادوي أو محاولة من نيفيز، أو اجتهاد من العابد.. أقول هذا بغض النظر عن المحصلة التي خرج بها الهلال في بطولة النخبة التي طار الشباب بلقبها بركلة ترجيح!!
لقد جاءت بطولة النخبة وقبلها بضع مباريات في المعسكر لتكشف الواقع الهلالي بلا تزييف ولا رتوش.. فالهلال الذي شاهدناه في أبها وقبلها في النمسا يختلف اختلافا كليا من الألف إلى الياء عن هلال الموسم الماضي الذي انتزع نصف بطولات الموسم ومركز الوصافة في النصف الآخر وتأهل لربع النهائي الآسيوي بل لا يمت له بصلة.
شاهدنا في النخبة من جانب الهلال مستوى باهتاً حتى وإن سيطر على الملعب أغلب فترات المباريات التي خاضها.. طريقة لعب ثابتة لا تجدي نفعا.. فرص مهدرة بشكل غريب.. عدم الاستفادة من الكرات الثابتة وما أكثرها.. ودائما اللعب بمحورين واستبدال محور بآخر أياً كان الفريق المقابل.. وأياً كانت طريقة لعبه وقدراته!!
حين أتحدث عن المستوى وأصفه بالباهت رغم السيطرة المطلقة فلأن الفرق التي لعب معها لا تقارن به إطلاقا باستثناء الشباب المتكامل عدة وعتادا ومن الطبيعي أن تكون السيطرة زرقاء , وحين أتحدث عن طريقة اللعب فقد شاهد كل من تابع منافسات البطولة طريقة الأداء الزرقاء الثابتة التي لم تتغير حيث الإصرار على الوصول إلى شباك المنافسين من (العمق ) أو التسديد من خارج المنطقة باجتهادات فردية من البرازيلي نيفيز والروماني رادوي ولم نشاهد هجمة واحدة جاءت من الأطراف بعكس الموسم الماضي الذي سجل خلاله الفريق أكثر من 95% من أهدافه عبر كرات عكسية من الأطراف.. وحين أتحدث عن الفرص الضائعة فهذا أمر طبيعي ووارد في كرة القدم, لكن الغريب في الأمر هو خلو منطقة (الصندوق ) للمنافسين من أي لاعب هلالي يمكن أن يتابع الكرات المرتدة من القوائم والعارضة أو من الحراس.
لن أخوض كثيراً في الأمور الفنية فهناك متخصصون في هذا الشأن لكن (الكتاب باين من عنوانه).. فالفريق بحاجة إلى عمل وعمل وعمل بعد أن انكشف واقعه..
فهل يتم التعديل قبل فوات الأوان؟ أم يدفع الفريق الثمن؟!