استبشرنا خيرًا بخبر إسلام طبيب نادي الهلال، وهلّلنا وكبّرنا، كيف لا، وقدوتنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقصته مع اليهودي الذي دعاه وهو يُحتضر خير مثال على قيمة هذا الدين، ولعل ما شدّنا في هذا الخبر هو ما بين سطوره؛ فقد ذكر الطبيب أنه أسلم تأثرًا بأخلاق الشلهوب، وصلاة ياسر، ومصحف العتيبي، ويعني ذلك تأثره بالبيئة الهلالية الطيِّبة التي كان لي معها - شخصيًّا - أكثر من حديث في العام الماضي، وكيف أنها بيئة تشجع على الخير، وما قصه هوساوي وويلهامسون مع أبناء إنسان عنا ببعيد، فعندما يستشعر اللاعب قيمة هذا الدين العظيم، ثم يجعله منهاجًا لحياته، فإنه سيغدو لا محالة مشعلاً يستنير الناس بنوره، ويهتدون بهديه، ومن يقرأ التأريخ يعرف أن ديننا انتشر بأخلاقيات المسلم وتعامله وتواضعه وأمانته، فكان للتجار المسلمين القدماء القدح المُعلّى في نشر هذا الدين، وتذكير اللاعبين وتوعيتهم بين الحين والآخر بهذا الأمر أمر حسن، وسيعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، بل إن مردود ذلك سيظهر جليًّا حتى في أدائهم داخل الملعب، لأن ديننا يأمر بالالتزام وإتقان العمل!
ولو دخلوا جحر ضب!
بعد وقفة فريق النصر حدادًا، تحسّس البعض من هذا الموضوع، واعتقدوا أن الحديث عن هذه المخالفة نوع من الطعن في عقائد لاعبينا، ولا شك أن ذلك جهل مركب، وإلا فإن الخطأ وارد من الجميع، وليس حكرًا على فريق دون آخر، وتقديم العذر عندما يخطئ المسلم أمر يجب أن يؤصل، لكن لا يعني عدم الإنكار على المخالف، وقد رأيت من بعض الصحفيين كلامًا في هذا الجانب مخالفًا للنقل والعقل، وقد غلبت العاطفة كتاباتهم، وتخريجهم لهذه الحادثة، وهكذا هي العواطف الهوجاء التي لا يميز صاحبها حقًّا من باطل؛ بل ينتصر لما وافق هواه ومشربه، فهي طامة عظيمة، لغلبة إفسادهم على إصلاحهم.
ومن جانب تربوي أيضًا أرى أن التقليد قد غلب على لاعبي النصر في هذه الواقعة، وهذا أمر يكثر حدوثه بين لاعبي الأندية كافة، ومن يقرأ حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في هذا الجانب من تتبع لسَنَن من كان قبلنا حذو القُّذّة بالقُذَّة لن يستغرب حصول هذه الأمور من لاعبينا، وحتى أشكالهم للأسف من قصّات ولبس للأساور تثبت وقوع هذا الحديث الشريف، فالله المستعان، فمن يطيق جحر الضب!
النهائي الجميل
تحقق لفريقي الهلال والشباب ما عملا من أجله وما تمنياه بأن يصلا إلى النهائي ليكون خير ختام لرحلة إعداديهما، ورغم الإثارة التي حفلت بها المباراة وتحقيق الفريق الشبابي لنتيجتها بضربات الترجيح؛ إلا أن على الأجهزة الفنية العمل على علاج بعض السلبيات التي سجلتها هذه المباراة، فإهدار الفرص صفة لازمت الفريقين طيلة أيام البطولة، وظهرت بشكل جليٍّ في هذه المباراة، وكذلك على مدرب الهلال العمل على تسريع الإيقاع الهلالي، فليس من المنطق الزج بأكثر من لاعب بطيء في مباراة واحدة وأمام فريق سريع، فقد كان لوجود نيفيز والغنام والفريدي وهم المعروفون ببطئهم دور في بسط الفريق الشبابي لنفوذه في بداية المباراة وجعل الجهة اليمنى للفريق الهلالي مسرحًا لانطلاق الهجمات، وحسنًا أن تنبّه السيد جريتس لهذا الأمر مع مطلع الشوط الثاني بتغيير الفريدي والغنام، إلا أن مشكلة إضاعة الفرص وتوفيق حارسي الشباب حال دون تحقيق الهلال نتيجة اللقاء، وأما الفريق الشبابي فقد عيب عليه كثرة احتجاج لاعبيه بمناسبة وبغيرها على حكم اللقاء، وهذا له أثر سلبي على مردود الفريق حين يجعل له خصمين في ملعب المباراة، وكذلك كثرة ارتكاب الأخطاء واللعب العنيف بدون كرة كما فعل معاذ في أكثر من مناسبة، وأظنه قد أوقع الفريق الشبابي بمواقف محرجة كثيرة، وعليه أن يعي أن هناك فرقاً بين اللعب لفريق كبير ومحترم وبين اللعب في الحواري، فبأسلوبه هذا وخروجه كثيرًا عن المألوف وعلى النص لن يحلم بعقد احترافي خارجي.
إذا كاثرت فكاثر بجمهور الهلال
هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع، فعندما تريد أن تنظِّم بطولة وتسعى إلى نجاحها، فالوصفة وخلطتها تكمن في دعوة العملاق الآسيوي، لتضمن بعدها نجاح البطولة قبل أن تبدأ، ولتتفرّغ للاستمتاع بمشاهدة مباريات البطولة، وهذا ما تحقق لبطولة النخبة الدولية..
بين سامي والقروني
أعجبني كلام سامي الجابر قبيل بدء اللقاء الختامي في بطولة النخبة، فقد ذكر أنه يطالب لاعبيه بالفوز في جميع المباريات حتى ولو كانت ودية؛ لما لهذا من أثر بالغ وكبير في تكوين ثقافة عند اللاعب برفض الخسارة وطلب الفوز، وعلى النقيض تمامًا فإن المدرب الوطني خالد القروني قد ذكر بعد تحقيق منتخبنا الوطني للشباب المركز الخامس أنه راضٍ عن أداء اللاعبين، ولا أدري متى يرفض أداءهم؟! والفارق بين التصريحين هو الفارق بين الفوز والخسارة والطموح والإحباط، والهمة العالية ودونها، وفي النهاية الفارق بين قصة النجاح والفشل!
آخر حتى
كل عام وأنتم بخير..