كتب - محمد الدعجاني
أعلن طبيب الهلال السابق البلجيكي كارل ويليام يوم أمس إسلامه في مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بحي البديعة في مدينة الرياض بحضور مدير المركز الشيخ فؤاد الرشيد، وشهدت (الجزيرة) مراسم إعلان الطبيب البلجيكي إسلامه حيث نطق الشهادتين واختار (فيصل) اسماً جديداً ورسميا له وسط سعادة غامرة بدت على محياه مع تهاني وتبريكات الحضور.
وتحدث الدكتور فيصل (ويليام) في البداية عن ما كان يعرفه عن الدين الإسلامي الحنيف قبل حضوره إلى المملكة وعمله بالجهاز الطبي في نادي الهلال؛ حيث قال لـ(الجزيرة): قبل مجيئي إلى السعودية خالطت الكثير من المسلمين بحكم عملي كطبيب في الأندية التي عملت لديها سواءً في تركيا أو المغرب فتعرفت مبدئياً على هذا الدين العظيم، ولكن ظروف العمل هناك في تلك الدول لم تمنحني الفرصة لمعرفة الكثير ولم تكن لدي فرصة للقراءة عن هذا الدين العظيم والاطلاع على جوانبه المختلفة, ولكن عندما قدمت هنا للعمل مع نادي الهلال في السعودية تغير الحال وزادت معرفتي بهذا الدين عن قرب بعد أن اختلطت بالمجتمع السعودي من خلال اللاعبين بالنادي.
وأضاف: «الحقيقة شاهدت سماحة هذا الدين وشاهدت تواضع المسلمين وتعاملهم فيما بينهم.. حيث لم تغير الشهرة والنجومية في تصرفات اللاعبين شيئاً وكانوا قمة في التواضع والخلق الرفيع.. لا يوجد فرق بين الغني والفقير وهذا الدين يرفض العنصرية بشتّى أشكالها».
وعن صحة محاولات نجم نادي الهلال ياسر القحطاني لإقناعه باعتناق الإسلام.. قال: «نعم صحيح.. كنت في رحلة طبية إلى مدينة ليون الفرنسية برفقة اللاعب للكشف عن إصابته الأخيرة في الكتف، وفي طريق العودة للمعسكر تحدث معي كثيراً عن الدين الإسلامي وشرح لي محاسن هذا الدين وسماحته فأخذت بإلقاء الأسئلة عليه وكان يجيبني عن كل شيء يخص هذا الدين.. لقد كانت أجمل اللحظات في حياتي تلك التي تحدثنا بها عن الإسلام.. شعرت بقناعة كبيرة عن هذا الدين، وما شدني أكثر في ياسر تحديداً هو أن نجوميته العريضة التي يتمتع بها في الوطن العربي والقارة الآسيوية وشهرته لم تجعله مغروراً ومتغطرساً، بل كان متواضعاً جداً، وملتزماً في سلوكه، وفي أداء فروض الدين، بعكس اللاعب المشهور غير المسلم».
ولم يتوقف عن الحديث عن لاعبي الهلال ودورهم الكبير في دخوله الإسلام وأضاف: «أيضاً اللاعب محمد الشلهوب، اعتبره ابناً لي لبساطته، وشخصيته المحببة لدى الجميع، فأنا أمتلك صداقة كبيرة معه، وأحبه كثيراً».
وتحدث ويليام بأنه تلقى هدية ثمينة قبل إعلانه الإسلام، حيث قال: «لقد قدّم لي حارس الفريق حسن العتيبي هدية ثمينة جداً كانت عبارة عن (القرآن الكريم) باللغة الإنجليزية، ولن أنسى هذه الهدية على الإطلاق». وواصل حديثه بدون توقف حيث قال: طباع اللاعبين وتواضعهم وعدم تعارض النجومية والشهرة على أخلاقهم وتعاملهم مع الغير ومبدأ المساواة الذي شاهدته بين المسؤولين بالنادي واللاعبين أعطاني شعوراً رائعاً عن هذا الدين جعلتني أعلن رغبتي باعتناقه. وعن كيفية وصوله للإخوة في مكتب الدعوة وتوعية الجاليات قال: أثناء حديثي مع ياسر القحطاني في ليون أخبرني أنه سيقوم بتسهيل مهمة دخوله للإسلام عن طريق أحد مكاتب الدعوة بالرياض، ولكن انشغال القحطاني ببطولة النخبة ورحيلي عن الفريق من أبها جعلني أجري اتصالاً بمدير الفريق سامي الجابر الذي قام على الفور بالترحيب بي وهو من أعطاني رقم المكتب ومنه تحصلت على رقم الشيخ فؤاد الرشيد الذي دعاني مباشرة في نفس اليوم إلى مكتبه وساعدني باعتناق الدين الإسلامي.
وعن ردة فعل عائلته بعد إعلانه الإسلام تحدث قائلاً: لقد اتصلت بزوجتي أمس وأخبرتها أنني قررت الدخول بالإسلام ففرحت كثيراً وقالت لي: (إن كان هذا القرار سيسعدك فبالتأكيد سيسعدني أنا كذلك).. كما أنني سأقوم بدعوتها هي الأخرى للإسلام وسأكشف لها الكثير عن هذا الدين. وعن سبب رحيله عن الهلال قال: كل ما في الأمر أنني لم أصل إلى نقطة اتفاق بالعقد الجديد مع النادي إضافة إلى أن جيرتس وهو صديق لي وأعمل تحت طاقمه سيرحل عن الهلال نهاية الموسم، كما أن لدي ظروفاً عائلية تجبرني على الرحيل.
ووجه الدكتور فيصل (ويليام) في ختام حديثه شكره الجزيل للهلاليين وللمملكة العربية السعودية ولمكتب الدعوة وتوعية الجاليات بحي البديعة حيث قال: أشكر إخواني اللاعبين على تعاملهم الطيب جداً معي، وأنا حزين لفراقهم حالياً، لكن ما سيفرحني أنني سأحرص على العودة مرة أخرى لهذا البلد الجميل والرائع الذي سحرني بروعة وطيبة شعبه المسلم، كما أشكر أخي الحبيب الشيخ فؤاد الرشيد وكافة الإخوة في المركز على حسن ضيافتهم واستقبالهم لي.. شكراً للجميع.
وأكد الدكتور فيصل (ويليام) بأنه سيؤدي العمرة في الأول من شهر رمضان المبارك برفقة الشيخ فؤاد الرشيد قبل أن يغادر إلى بلاده، حيث أجل السفر لحين أداء العمرة. ومن جهة أخرى، تحدث مدير مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالبديعة الشيخ فؤاد الرشيد قائلاً: «نحمد الله عزَّ وجلَّ بأن منّ على أخينا فيصل باعتناقه ديننا الإسلامي الحنيف.. فالرياضة وكرة القدم ليست مجرد لعبة يلعبها الناس وكفى، بل هي وسيلة وغاية يجب أن تستغل في نشر الصورة الحسنة عن ديننا الإسلامي.. وأنا هنا أشكر نجم الهلال الشهير ياسر القحطاني على إعطائه صورة جميلة وحسنة عن الإسلام بطريقة عملية بتواضعه ودماثة خلقه.. فالنعمة التي منّ الله فيها على اللاعبين بالشهرة والنجومية يجب أن تستغل في ما فيه خير لدينهم، ولنا في أخينا فيصل عبرة في ذلك حينما تأثر بتواضع ياسر وعدم تأثير نجوميته وشهرته على طباعه كمسلم وأخلاقه، فاللاعب المشهور يتأثر به الناس ويجبرهم على تقليده في كل شيء.
وأشار الشيخ الرشيد في ختام حديثه إلى أنه وبفضل من الله ومنَه شهد مكتب الدعوة بالبديعة وخلال شهر رجب الماضي إشهار (608) أشخاص من مختلف الجنسيات إسلامهم من بينهم رجل أعمال إسباني شهير.