التحرشات الإسرائيلية بلبنان ليست بالجديدة، فالإسرائيليون يمارسون العدوان على لبنان مثلما يمارس الناس رياضة الصباح، فمن اختراق للطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية إلى تجاوز للمياه الإقليمية واختطاف الصيادين اللبنانيين، أما تجاوز الحدود اللبنانية واختراق السيادة اللبنانية والتوغل داخل القرى وقصف المنازل وممتلكات المدنيين فعمل يكاد يكون يومياً في ظل صمت ومراقبة قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونفيل) التي أصبحت مجرد (شاهد زور) لا تتحرك إلا إذا أُطلِق صاروخ من الأرض اللبنانية فتعلن حالة الطوارئ في تلك القوات.
تحرشات القوات الإسرائيلية تصاعدتْ منذ أيام وسط حديث عن قُربِ عُدوان إسرائيلي يستهدف لبنان، كجزء من خطة إسرائيلية لشن حرب في المنطقة، لفرض خيارات وسياسة لتثبيت أطماعها ومكاسبها التي حققتها جراء الحروب العدوانية التي شنتها من قَبل على الدول العربية المجاورة.
إسرائيل تريد تثبيتَ ما حققته بالحروب بحرب جديدة اختارت الجبهة اللبنانية منطلقاً لها. أحاديث الحرب القادمة رافقتها تحركات للقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، كما زادت التصريحات العدائية للإسرائيليين عسكريين وسياسيين، لينفجر الوضع أمس الثلاثاء على الحدود، بعد أن حاولت القوات الإسرائيلية التوغل داخل الأراضي اللبنانية، واقتلاع شجرة تعيقهم عن مراقبة ما يجري في بلدة العديسة. ولأنَّ اللبنانيين جيشاً ومقاومةً كانوا مستعدين للعدوان الإسرائيلي، فقد كان الرد موازياً للعدوان، فَقُتل ضابطٌ إسرائيلي، وفقدَ لبنانُ ثلاثةَ جنود وصحفياً، إلا أنَّ العدوان الإسرائيلي صُدَّ وأُفشلتْ المحاولةُ الإسرائيلية لإشعال حرب جديدة في المنطقة.
***
