عصروا عقولهم وقدحوا زناد تفكيرهم وفكروا ودبّروا، بحثاً عن ما يظنونه الوسيلة الأسرع للرفع من شأن الكرة الطائرة والتحليق بها وزيادة التنافس.. فهداهم تفكيرهم بعد طول عناء إلى أنّ تفوّق الهلال ونجاح فرقه للكرة الطائرة في درجاتها السنيّة المختلفة من الفريق الأول حتى فريق الناشئين مروراً بالشباب، خطر على الكرة الطائرة وتطوّرها!!..
وكبح جماح سيطرة الهلال وتفتيت فريقه الأول وتوزيع نجومه على الفرق الأخرى.. هو الحل السهل والمريح.. هذا هي أبرز إنجازات أعضاء اتحاد الكرة الطائرة، ليس الحالي فقط، بل هي فكرة طرحت حتى في عهد اتحاد الطائرة السابق..
هاجسهم هو قمع الناجح ومعاقبته على تفوّقه وليس رفع مستوى المتخلّف.. وكأنّ التفوّق سببٌ في تراجع المنافسة المحلية في الكرة الطائرة.. فكان الحل هو اقتراح نزع بعض القطع من (الجامبو) لترقيع (الداكوتا) و(الكونفير).. لنخسر» الجامبو» ولن نكسب لا «الداكوتا ولا الكونفير»..
أمر هذه الاتحادات الكروية محيّر.. يتذمّرون ويغضبون عندما تنجح وتتفوق فرق معينّه.. وبدلاً من تقديم الشكر لها وتشجيع الأندية الأخرى للاقتداء بها ومضاهاتها.. ها هم في اتحاد الكرة الطائرة يجتمعون لدراسة كيفية قصف الطائرة الزرقاء وإسقاطها.. وأتمنى أن يأخذ اتحاد الطائرة العبرة من اتحاد اليد.. فالهلال عندما رأى العراقيل رمى لعبتهم بنحورهم وأراح واستراح..
اتحاد الكرة الطائرة فشل بتسويق مسابقاته وجلب الشركات الراعية.. وبدلاً من رفع مستوى الفرق المتأخرة يحاول كبح المتفوق ليصبح مثلها في الحضيض.. مشكلة الكرة الطائرة ليست في نجاح الهلال.. مشكلتها في تلك الفرق التي لا تعمل ولا تشتغل وتنتظر أي لاعب يسقطه الهلال ليتم تسجيله..
ولو كانت مشكلة هذه الفرق على مستوى الفريق الأول.. لربما قلنا وزعوا عليها بعض نجوم الهلال.. ولكن مشكلتها أيضاً في تواضع الفرق السنيّة.. فهي فرق لا تهتم حتى بالقاعدة.. فرق لا تريد أن تعمل ولا تبذل جهداً!.. تنتظر الفتات الذي يرمي به الهلال لها!!..
الهلال لم يصنع فريقه من العدم.. ولم يستقطب الهلال لاعباً من خارج النادي منذ ما يقارب الخمسة أعوام!.. بل عمل واحتكر لسبع سنوات متوالية بطولات الفئات السنيّة.. وفي العامين الأخيرين بدأ الأهلي ينافس على الفئات السنيّة..
اتحاد الطائرة يريد فتح باب الانتقالات على مصراعيه رغم أنّ لعبة الكرة الطائرة عالة على الأندية وتشكل عبئاً مالياً عليها.. والآن يريد اتحاد الطائرة من الفرق أن تتداول لاعبي الطائرة بملايين الريالات!.. وها هو الاتحاد الكروي الذي يقدم خمسين ألف ريال جائزة لبطل الدوري!..
حتى العمر المقترح للانتقال 28 عاماً يعتبر سناً مبكرة في لعبه كالطائرة يصعب صناعة النجم فيها.. ويعمر لاعبوها رياضياً إلى سن متأخرة.. بسبب محدودية الحركة والجهد الذي يبذله اللاعب لصغر الملعب..
اتحاد الطائرة فشل في أن يجد فسحة في القناة الرياضية والتي بالكاد تنقل المباريات النهائية للكرة الطائرة.. فما تنقله القناة الرياضية من مباريات للعبة ككرة السلة أو كرة اليد في أسبوع أو أسبوعين يعادل ما تنقله من مباريات للكرة الطائرة في عام كامل.. وهذا يعود لضعف اتحاد الطائرة في تسويق مسابقاته استثمارياً وفرضها إعلامياً..
هل نتوقع أن تجتمع إدارة مدرسه من المدارس لبحث سبل رفع مستوى طلابها.. فيكون قرارها قمع المتفوق!. أم يكون قرارها بدراسة رفع مستوى الطالب البليد..
وجود فريقين أو ثلاثة كفرق متفوقة شيء طبيعي حتى في الدول الأخرى.. ففي قطر لا يعرف سوى العربي والريان وفي مصر الأهلي والزمالك والإمارات الجزيرة والنصر.. إذن هذا شأن الكرة الطائرة.. حتى المنتخبات تتكوّن عادة من فريق واحد مطعم أو من فريقين حفاظاً على الانسجام.. ومحاولة تحطيم طائرة الهلال ستؤثر حتى على منافستها في المحافل الدولية عند تمثيل الكرة الطائرة السعودية.. وهو فريق الطائرة السعودي الوحيد الذي حقق بطولات على جميع المستويات القارية والعربية والخليجية!..
وفتح باب الانتقالات هذا سيصرف الأندية أكثر عن الاهتمام بالقاعدة لأنّ النادي سيفضل أن يوفر تكاليف الفئات السنية والأجهزة التدريبيه.. ويحضر بها لاعباً كل عامين أو ثلاثة وهذا كاف للاستمرار للمنافسة.. كما سيفتح سوق العروض الوهمية للإيقاع بين اللاعب وناديه..
الحل الأمثل والأنسب.. هو فتح باب الإعارة.. وتقليص عدد اللاعبين المسجلين بكل درجة.. وهو ما يفعله اتحاد الطائرة كل فترة لإجبار الهلال على تنسيق لاعبيه!.. ووضع الحوافز لتشجيع الأندية على الاهتمام بالقاعدة والفئات السنيّة..
نخبة الهلال والشباب
تصدّر الهلال والشباب لمجموعتيهما جنّبهما الالتقاء في نصف نهائي النخبة.. وهذا من صالحهما.. لأن التقاءهما المبكر سيرهق الفريقين كونهما من بلد واحد ويعرفان أسرار بعضهما البعض.. وستكون مباراتهما فيها تحفظ وصرامة.. ولن تمنحهما الفائدة المرجوة.. فابتعادهما عن بعضهما في نصف النهائي منحهما فرصة الدخول بتجربة جديدة ومختلفة مع فريقين خارجيين.. وإن كان حظ الهلال أفضل بمقابلته لفريق بولونيا الإيطالي الذي سيلعب مكتملاً بعد أن أراح بعض عناصره.. وهذا سيجعله يقدم مباراة أفضل فنياً.. وستكون الفائدة جيدة للهلال.. لأنه سيواجه خصماً يمثل كرة عريقة وسيلعب بأريحية ولعب مفتوح بعيداً عن الشد والتوتر..
والشباب رغم تفوقه فنياً على الوداد لكن قد يعاني من اللعب الناشف والعنيف للفريق المغربي.. ورفضه لتفوق الفرق السعودية.. وهذا يتطلب حكماً حازماً لردع الخشونة وحماية لاعبي الشباب..
مشاركة ياسر القحطاني في مباراة سانتوس أضفت خطورة بالغة للفريق الهلالي كانت غائبة خلال المباريات السابقة.. رغم أنه لم يسجل إلا أنه تحرك بخطورة وكان محور الهجمات ورسم أكثر من كرة وصنع هدفاً.. وياسر هو اللاعب الأهم بالهلال لأن بدلاءه يفتقدون الثقة للحلول مكانه.. وإن كنت أرى أن الجيزاني لو منح فرصاً أكبر سيكون له شأن جيد بالفريق..
ضربات حرّة
هكذا جماهير نادي القرن الآسيوي تثبت دوماً أن لا منافس لها عددياً.. حتى ضاقت بها الملاعب المحليه.. وصارت غير قادرة على استيعابها.. وأكدت أنها خارج المقارنة.. وسيتعب كثيراً من يحاول منافستهم.. وعلى الآخرين البحث عن صاحب المركز الثاني.
منافسات اليوم الأول لبطولة النخبة كانت محبطة بسبب سكون المدرجات وخلوها من الجماهير.. ولكن عادت للصخب والضجيج ودبّت بها الحياة عندما لعب الهلال أولى مبارياته..
يشير البعض إلى امتلاك أندية لعدة ملاعب تدريب خاص بها.. في حين الهلال كبير الأندية.. ليس لديه غير ملعبين اثنين تتزاحم عليهما فرقه الكروية بمختلف الدرجات.. وكثيراً ما يكونان خارج الخدمة وتحت الصيانة!!.. ويتساءلون أين الملعب الثالث الذي قيل عنه قبل سنوات!!.. وتعليقي» الأخلاق» أهم!..
سبب اقتحام بعض المشجعين للملاعب.. لأنهم يرون المقتحمين يدخلون الملعب ويستعرضون وتنقل صورهم الكاميرات.. ولكن لا يرون العقاب..
أرى أنه لابد من عقاب فوري لهؤلاء.. وفي الملعب ذاته أمام الجماهير بعيداً عن كاميرات النقل.. ولو طبق العقاب مرة أو مرتين ستنتهي هذه الظاهرة..
واحد على الأقل من المقتحمين ينتمي للجالية المغربية.. لأنه لم ير رادعاً قوياً!..
فرق الشمال المغاربي بشكل عام.. تطبق في البطولات العربية الرسمية وحتى الودية مبدأ « أفوز ولا أخرب».. ولكنها تجبن أن تفعل ذلك في» البطولات الإفريقية».. لذا تجنب دعوتها مستقبلاً هو الأولى..
يقدم الحارس حسن العتيبي حضوراً جيداً في المرمى الأزرق.. ولكنه بحاجة إلى منحه الثقة الكاملة من جمهور الهلال والاقتناع أنه أصبح رسمياً الحارس الأول في الفريق.. وعدم إدخاله في مقارنات مع الدعيع.
أتمنى منح الفرصة للحارس الشمري أيضاً للمشاركة.. والاستفادة منه في ركلات الترجيح لو تم اللجوء لها.. لأنه «صياد الجزائيات»..
لا أعلم «وش طاعون المخرجين السعوديين»!.. يا أعزاءنا.. الإخراج فن وذوق وحس كروي.. فدعوا الميول جانباً.. وقدموا للمشاهد مباراة جميلة يشعر من خلالها أنه داخل الملعب.. وليس التفنن بقتل المباراة.. فقط نريد إخراجاً مماثلا لما نراه في الدوري القطري.. وبراعة المخرج تظهر عندما يدمج صورة الجماهير بمجريات اللعب.. كما نشاهد في الدوريات العالمية..
مراسلو القناة الرياضية.. فيهم قلّة الخبرة والتعجل وكما يقال بالشعبي» مطفوقين».. ويتحدثون بسرعة وكأنهم «ملحوقين».. لذا تكثر نوادرهم.. ونصيحتي تحديد أسئلة معيّنه للمراسل يطرحها على الضيف بهدوء.. دون التوسع بحوار أو نقاش والاختصار كي لا تكثر سقطاتهم.. حتى يشتد عودهم وتزداد تجربتهم..