Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/08/2010 G Issue 13824
الاربعاء 23 شعبان 1431   العدد  13824
 
فيروز لا تصمت

 

عنيزة - فوزية ناصر النعيم

من يطالب بصمت فيروز .. لم تعتد أذنه على سماع النغم الجميل والفن الراقي والإيقاع المتألق.. تعود أن يسمع نشازاً ثم تقلقه الأوتار التي تتراقص على المشاعر وتسكب الصوت الدافئ في أذنٍ متعطشة لصوت يعوضنا أم كلثوم.

تمنيت لو أنني تأخرت قليلاً في بيروت لأشارك في الاعتصام الذي كان كالطوق يعبر عن الإسفاف للأراء الغريبة التي همها أن تثير الرأي العام فحسب.. ثم ماذا.. هل ستصمت فيروز.. أم أن لبنان ستأخذ موقفاً حاسماً مرة واحدة في حياتها... إذا سكنت فيروز.. فلا صوت يعبر عن بيروت.. ستطفئ أنوار الشوارع... وتحترق شمعة وتذيب ما تذيب.. ثم ليذهب من يلزم الصمت جبناً إلى الجحيم.

ربما.. أن ريما ابنة فيروز لم تتمكن في الاعتصام أن تقول لأبناء عمها.. منصور الرحباني.. تباً لكم.. تمنعها اعتبارات كثيرة بالإضافة إلى أن وزارة الإعلام اللبنانية لا تحرك ساكناً...

لكن.. في الحقيقة.. تباً لهم.. فليس صوت فيروز من تصم الآذان عنه.. فهي تغني لأعماقنا وإحساسنا المتدفق ولشعورنا الذي ينسكب من الوريد للوريد، منذ غنت للوطن ثم دندنت للمشاعر.. وصرخت داخل الروح التي أعيت الجسد.

لن تصمت فيروز.. ولا يجب أن تصمت في وقت حينما تشدو فيه يسمعها الملايين من البشر... تستحق فيروز أن نرفع أصابعنا العشرة منددين على الطريقة الرحبانية

يا فيروز.. لقد كتبو المكاتيب «وأخذها الهوى..

يا فيروز لبنان التي صرخت باسمها عالياً حتى ألهبت حنجرتك حنيناً وحباً.. الآن يجب أن تقول الفصل

يا فيروز.. ذلك الحشد العظيم الذي امتلأت صدورهم بك وبصوتك.. يحبونك.. في الصيف وفي الشتي

يا فيروز وماذا بعد ذلك.. هل سنردد أغنيتك «مشتاقة لا بأدر أشوفك.. ولا بأدر احاكيك.. بندهلك خلف الطرقات وخلف الشابابيكِ.. يا فيروز وحقنا عليك ألاّ تخضعي لأولئك الذين يرضيهم أن يرون حرمان البشرية ويمارسون مالم يستطيعوا أن يمارسوه على إسرائيل التي سلبتهم كرامتهم.

إذا صمتت فيروز.. أيها الرحابنة من سيبقى على ساحة بيروت لا يزال يغني برقي وحشمة.. هل يروق لكم أيها الرحابنة جيل الفنانات الجديد اللواتي يغنين بالمايوه وملابس غرفة النوم.. حينما تصمت فيروز.. اغلقي يا لبنان مسارحك فعلى الفن الراقي السلام.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد