على غرار ما نلمسه ونراه في خطوط طيران خليجية ولا نقول عالمية، من فخامة ودقة وإتقان ونمو وإبهار في مواعيدها ونوعية طائراتها ومطاراتها وأسعار تذاكرها وارتفاع مستوى خدماتها الأرضية والجوية، مقارنة بما نعانيه وبما يجري لدينا بشكل مأساوي ومتفاقم يوماً بعد آخر، حتى أصبح مثار تذمُّر واستياء المواطنين في سائر مناطق المملكة، فإنّ الأمر ذاته يسري على ملاعب الكرة والصالات الرياضية المغلقة، وبمثل انتكاسة خطوط الطيران، وفي الوقت الذي كانت فيه الملاعب هنا قبل سنوات تفوق مثيلاتها في دول الخليج، نجد أنّ الأمور قد انقلبت اليوم رأسا على عقب, فعلى سبيل المثال لا ملاعب الرئاسة ولا مقرات الأندية ولا المدن الرياضية، تستطيع أن تنافس أو تصل إلى مستوى تجهيزات ومحتويات وجمالية واتساع الملاعب في قطر.
لقد شكّلت خطوة إنشاء مدن رياضية في المناطق وملاعب للأندية الممتازة قبل ثلاثين عاماً، ومثلها بناء إستاد الملك فهد أيام أمير الشباب الراحل فيصل بن فهد، نقلة نوعية أفادت الكرة السعودية كثيراً، وكان لها دور بارز في تحقيق المنجزات فيما بعد, فهل تتكرر الخطوة في هذا الوقت الذي تنعم فيه بلادنا بمشاريع خير تحتاج لمن يستثمرها ويخلص العمل من أجل تنفيذها خدمة لمواطن يستاهل وحب لوطن معطاء ووفاء لمليك حكيم كريم عادل.
هلال يخوِّف!
من حق أي هلالي أن يقلق ويشعر بشيء من الإحباط وعدم الاطمئنان على الوضع العام الذي يمر به الفريق الأزرق في مرحلة حساسة وحرجة لا تحتمل أدنى الأخطاء، من حقه أن يخاف طالما أنّ قضية المدرب جيريتس مازالت غامضة لم تحسم بطريقة مقنعة، رغم أهميتها وتأثيرها الفني والمعنوي والنفسي على مستقبل الفريق, زد على ذلك ما قيل ويقال عن ظروف وتوقيت ودوافع اعتزال القائد الدعيع, ومروراً بأجواء وترتيبات المعسكر، وأخيراً استقالة الطبيب كارل ويليم في نهاية فترة الإعداد، وهو المشهود له بالكفاءة العالية وقدّم الموسم الماضي عملاً ناجحاً ومميزاً, يضاف إلى ما تقدم ما يجري بالنسبة لاستعدادات وملاعب فرق الفئات السنية والتي لا تقارن بالمستوى المتقدم والمعسكرات الخارجية المتطورة لفرق الناشئين والشباب للنصر والاتحاد والشباب والأهلي..
هلال اليوم وقبل أيام من انطلاقة الدوري للدفاع عن لقبه، والمتحمّس والمتطلّع لإحراز دوري أبطال آسيا، يختلف كثيراً عن هلال الموسم الماضي، من حيث الاحترافية والشفافية والتنظيم والاستعداد والانضباطية، اليوم هنالك تناقضات في تصريحات وقرارات عديدة، من البديهي إنها ستنعكس سلباً على الفريق، وتبث القلق والخوف في نفوس جماهيره, وخصوصاً في مؤسسة حضارية راقية وفاخرة ومنفتحة كالهلال، تدار بعقول وأسماء وكوادر لها وزنها وتاريخها وقيمتها على مستوى الوطن, وخرج للتو من موسم كروي لافت ومميّز إدارياً وفنياً، وفي كمية ونوعية إنجازاته..
وصول الهلال إلى هذه المكانة العالية والمرحلة المهمة محلياً وآسيوياً، يتطلّب منه الارتقاء في أفكاره وقراراته وتعاملاته وأسلوب إدارته أفضل وأكثر مما كان عليه الموسم الماضي، وليس العكس كما هو حاصل حالياً.
من أولها
لم يبدأ الموسم بعد لكن المشكلات بدأت ومعها يتأكد لنا أنّ القطاع الرياضي بمختلف مكوّناته من اتحاد كرة ولجان وأندية ومنتخبات، لم يستفد من أخطائه السابقة, أو بالأصح لا توجد لدى مسيريه والمخططين له رغبة جادة في التصحيح والتغيير, وأن كل ما صدر من قرارات وتوصيات ما هي إلا مسكّنات للتهدئة وامتصاص غضب واحتقان الجماهير لاغير.
رئيس لجنة حكام منطقة عسير الدولي السابق والحائز على جائزة أفضل حكم مساعد في آسيا محمد الغامدي، قدم مؤخراً استقالته احتجاجاً على تهميش اللجنة الرئيسية له بحسب ما صرح به للزميل المشاكس سامي اليوسف, وكما تلاحظون نحن أمام أزمة مصدرها وأطرافها وظروفها من داخل اللجنة وليس خارجها, فما بالكم بما سوف يحدث خارجها وعندما تشتد المنافسة في الدوري, وبالمناسبة هذا يعود بنا إلى ما سبق أن قلناه غير مرة حول أهمية أن تدار لجنة الحكام الرئيسية من قِبل أسماء نافذة قوية ومتخصصة وفاهمة في الإدارة، لا أن تكون خبيرة في التحكيم فحسب.
إما على صعيد المنتخبات الوطنية فها هو منتخب الشباب يخفق بقيادة السعودي خالد القروني ويقدم نفسه بصورة قاتمة, وهذا بحد ذاته مؤشر خطير يهدد مستقبل الكرة السعودية، وأن اتحاد الكرة أخطأ في اختياراته لمدربين لا يملكون التأهيل والإلمام والقدرة على بناء وتطوير المنتخبات السنية بدنياً ومهارياً وفكرياً بطرق تعيد للكرة السعودية مكانتها وهيبتها وحضورها قارياً وعالمياً.
نادي الاتحاد هو الآخر بدأ مع الرئيس الجديد المهندس إبراهيم علوان بنفس أجواء التطفيش والتأزيم والحروب التي قوبل بها وعانى منها وغادر بسببها مأسوفاً عليه الدكتور خالد المرزوقي, وهي كذلك تتكرر كما في الموسم الماضي في استخدام ورقة نور لفرض قناعات تحركها وتتلاعب بها أيادٍ لم تعد خفية تبحث عن مصالحها الشخصية على حساب مصلحة واستقرار ومستقبل العميد..
في إسبانيا أرجع الكثيرون وفي مقدمتهم مدرب المنتخب فيسنتي ديل بوسكي، الفضل في تحقيق كأس العالم لفريق برشلونة الذي قدم سبعة نجوم أساسيين في المنتخب، بينما يحاربون هنا ويشتمون ويتآمرون على من يدعم المنتخب أكثر..!
لو صدر من ياسر القحطاني بعض مما قام به محمد نور لكان الجمهور الهلالي هو أول ينتقده ويهتف ضده بدلاً من تأييده والتصفيق له كما يفعل الجمهور الاتحادي حالياً مع نور.
المتابع بدقة وبحياد يؤكد أنّ النصر سيكون رقماً صعباً وطرفاً رئيسياً في معادلة البطولات القادمة.
أثبت نائب الرئيس خالد الباتع بتحركاته وحيويته ومبادراته وعلاقاته وبقوة وأصالة انتمائه، أنه إضافة إدارية داعمة ومهمة ومفيدة للطائي.