فيما تتخبط الأمة الإسلامية وتحاصرها المشاكل والأزمات يخرج علينا مَنْ يلتمس المسلمون منهم رأياً يُخرجهم مما هم عليه، وبرأي ينتشلهم من واقع الفُرْقة الأليم.. يخرجون علينا بإعلانهم آراء تعيدهم إلى مسائل خلافية ليس إعطاء الرأي فيها مُلِحًّا، وترك المهم والأهم دون معالجة!
ومسألتا رضاعة الكبار وسماع الغناء مثال حيّ لهذا؛ فصاحباهما تجاوزا اتساع دائرة الجهل وعدم فَهْم الدين الإسلامي الصحيح؛ ما أدى بالبعض إلى الجنوح والانحراف عن وسطيته، وأدى إلى إضعاف مقاومة الأمة الإسلامية للتحديات التي تحاصرها من أعدائها ليُضاف إليهم العناصر المنحرفة من داخلها..
تطرُّف وانحلال وتفرُّق الأمة بما أدى إلى تناحر أبنائها، بعد انحراف فئة جرفها الفكر الضال، تحدٍّ يفرض على علماء الأمة الاهتمام والتوجُّه بمزيد من البحث والعمل لمعالجة هذه الانحرافات، والتركيز على مواجهة التفرقة التي أخذت تتسلل إلى مجتمعات الأمة الإسلامية رافعة أول معاول الهدم كبداية سلبية للتدهور والانعزال، الذي إن لم يعالج قبل استفحاله فإنه لا بد أن يفتت جسم الأمة الإسلامية ويجعلها فرقًا شتَّى.
وهنا يبرز دور علماء الأمة في مواجهة الانحرافات، التي أبرزها الانصياع وراء الفكر الضال الغارق في الغلو والتشدُّد، الذي يقود معتنقيه إلى التطرف وصولاً إلى ممارسة الإرهاب، وذلك بمواجهة فكرية علمية تُبرز أهمية الالتزام بالوسطية والاعتدال الذي هو جوهر الإسلام وحقيقته.
الإسلام وسطيٌّ لا تشدد ولا تطرف فيه.. الإسلام لا ينساق إلى فكر الاغتراب والتحلل، الإسلام يتفهم الواقع والمعاصرة دون الخروج عن الالتزام الذي تتطلبه الشريعة الإسلامية التي تعطي لكل صاحب حق حقه، من الدنيا والدين.
وهذا دور علماء الأمة ليعيدوا إلى أبنائها هذا النبع الصافي للدين الإسلامي، وليس نبش الخلافات الثانوية.
***