وفرحنا جميعاً بالموقف النبيل والتحرك الإنساني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما حرص على هذه الزيارة التاريخية في هذا الموقف الحرج الذي كاد أن يحدث فتنة جديدة ويعصف بأمن لبنان.. وتحرك أبومتعب بحكمة وموضوعية واستراتيجية دخل فيها إلى لبنان ومعه مفاتيح لتهدئة الوضع يوم نجح أن يكون هو وفخامة الرئيس بشار الأسد في وقت واحد في لبنان وتكلم معهم واجتمع بالقيادات دون أي ضجيج إعلامي أو مجرد رغبة في الظهور بل عمل صالح أراد به وجه الله وجمع الكلمة وتهدئة النفوس في وقت توتر فيه الوضع بصورة مفاجئة ومن حسن حظنا أنا كنا هناك نراقب فرحة الإخوة في لبنان بهذا التحرك التاريخي لمعالجة الخلاف اللبناني حول قضايا ما كان لها أن تزعزع أمن لبنان وتضر بأهله واقتصاده بل بكل ما فيه ومن فيه ومن الجميل أن هذا التحرك في إطار القمة الثلاثية حرص من خلاله خادم الحرمين على تهدئة السياسة وتجنب الخلافات والتحرك بصورة موضوعية وأكمل به المشوار الذي بدأه منذ سنوات في أكثر من مؤتمر ولقاء وقدم كل ما يستطيع من نصح وتعاون وخطط من أجل سلامة هذا الوطن العزيز وحتى شعر اليوم اللبنانيون بأن هذا القرار الذي تمثل في لقاء القمة الثلاثية العربية المصغرة أثلجت قلوب اللبنانيين وأصبحوا يتطلعون إلى فرصة واعدة تدعو إلى مستقبل يساهم في استقرار المجتمع اللبناني وتعمل على حماية فاعلة للوحدة الوطنية والسلم الأهلي وهما أساس الاستقرار في لبنان.. وأعطتهم هذه الزيارة توطيد العلاقات ومقومات الوفاق الوطني ويلتفتون إلى قضايا التنمية التي هم في أمس الحاجة إليها.
لقد جاء هذا التحرك الإنساني خصيصاً كرسالة لأبناء لبنان تدعوهم إلى الاستقرار والحوار ويذكرهم باتفاق الطائف وجهود الرجال الذين حرصوا على أمن هذا البلد واستقراره.
ولقد صرح القادة في مختلف الطوائف بأن هذا الدور في القمة المصغرة ساهم في احتواء الموقف المتأزم وأن حضور الملك عبدالله وحرصه سوف يساهم في التفاهم والتقارب اللبناني وكذلك في استمرار التفاهم اللبناني السوري في إطار كل هذه التحركات الضامنة لعمل يجمع الكلمة وأن على اللبنانيين أن يسهموا ويتفقوا ويؤمنوا بأن الحل بأيديهم وأن الخلافات مهما عظمت كما أوضح الملك عبدالله يجب أن لا تكون عوامل هدم للوطن ولا تدميراً لاقتصاده وتعطيلاً للتنمية فيه.
وأحسب أن الرئيس اللبناني والحكومة قد انتصرت على نفسها وأصبحت تنظر إلى مستقبل مشرق يتجنب فيه الجميع هذه الخلافات العابرة.. ولقد صرح الساسة أنفسهم وهم يعلقون على هذه القمة المصغرة بأنها قمة استقرار للبنان وتطويق للتوتر وفي النهاية يظهر لهم بأن الاستقرار هو المفتاح الحقيقي وعلى الجميع كما نصحهم الملك عبدالله أن يتخاطبو باحترام. وأعجبني تعليق بعض رجال الإعلام على أن ما حصل هو خط بروتوكولي في سبيل المصلحة العليا التي تقتضي من الجميع التصرف وعيونهم على لبنان العزيز.. وما أجمل الاتفاق على التهدئة والحوار ودرء الأخطار وأن حصن لبنان هو الوحدة الوطنية ووصفوا هذا الاجتماع الذي قاده هذا الرجل الإنسان بأنه مظلة أمان ونهج عربي أصيل جعلها واضحة وأعلنها أن الأمن العربي يهتم باستقرار لبنان وأن أمن لبنان هو جزء من الأمن العربي وأن ما تم في اللقاءات السابقة هو أساس للمسيرة القادمة.
وعبر اللبنانيون أن هذه الزيارة أتت مفاعيلها إلى تبريد الرؤوس الحامية وتهدئة النفوس وأعطتهم أملاً في الخروج عن دائرة الصدام وما يتبعه من كوارث إلى نزع الفتيل..
وشكراً للملك عبدالله ولأخيه الرئيس الأسد لأن ما قاما به غيّر مسار الأحداث ويكفي أن نقرأ التعليقات الإسرائيلية التي بدت منزعجة من هذه الزيارة وأخذت تشوه في نقل الأخبار وصياغتها بصورة تجدد الفتن.. ونحن نتابع الحدث في لبنان نحس بأن هذا العمل فتح الطريق نحو عودة إلى فهم من جديد للأحداث والبعد عن الانفعال من أجل لبنان حتى أن اللبناني في الشارع أصبح سعيداً بهذه القمة متمنياً أن تساهم في تثبيت الأمن والاستقرار ونبذ الفتن الداخلية والمذهبية التي يؤججها ويثيرها العدو الصهيوني..
فشكراً لك يا أبا متعب على هذه الخطوة الموفقة والعمل المشرف وليس هذا بغريب على همتك ومن سبقك من الرجال وأبوكم الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي كان يوصي بالاهتمام بهذا البلد ونسأل الله أن لا يحرمكم جميعاً من الثواب وأن يبارك هذه الخطوات فقد أصبحت الكرة اليوم في ملعب الإخوة في لبنان وعليهم أن يوظفوا هذا العمل العربي لإتمام الوحدة الوطنية والعمل المشترك وإتمام مسيرة التنمية في إطار الوحدة الوطنية.