Al Jazirah NewsPaper Monday  02/08/2010 G Issue 13822
الأثنين 21 شعبان 1431   العدد  13822
 
نهارات أخرى
الطعن في البوكر العربية!
فاطمة العتيبي

 

لست ممن يقيمون الإبداع وفق الجوائز لأنها خاضعة للنسبية تماماً مثل النساء الجميلات فالجمال نسبي ويخضع للمرجعية الثقافية للذائقة فمقاييس الجمال لا شك مختلفة وإن تأثرت بالعولمة مثلها مثل ذائقة الطعام والملبس لكن كل هذه الأمور تظل خاضعة ولا شك للنسبية!

والأعمال الروائية هي الأخرى خاضعة في تلقيها إلى مرجعية المتلقي، وإن اتفقت معايير النقد، والناقد مهما كانت أدواته علمية بحتة فالمرجعية الثقافية تلعب دوراً مهماً في تعاطي النقاد ومواقفهم من الأعمال التي يباشرونها بأدواتهم النقدية!

طالعنا أدباء ونقاد عرب يتبرأون من جائزة البوكر العربية وينددون بها ويرفضونها متهمين القائمين عليها بالفساد الأدبي وإن فساد العالم الثالث سرى في جنباتها كما يسري النمل على مكعبات السكر!

لا أنفي ولا أثبت ولم أهتم بنتائجها ولم تتحدد قراءاتي على الجوائز يوماً وقد قرأت عزازيل ليوسف زيدان لأكتشف عوالم جديدة عن الكنيسة وقوانينها وفكرها الاجتماعي في العالم العربي وتحديداً بين مصر وفلسطين، أما رواية عبده خال ترمي بشرر فلم أقرأها حتى حينه على الرغم من أنه سعودي وحاز على جائزة البوكر في دورتها الثانية إلا أنني أيقنت بعد قراءة معمقة ومتواصلة للأعمال السعودية أن التوقف عن قراءة ما يصدر لمدة خمس سنوات سيكون أفضل كي تكون لكتاب الرواية فرصة في الإتيان بالجديد والمختلف، قرأت أعمال عبده خال، فسوق والطين ودرست الأخيرة للمقارنة بين وصف النساء ووصف الرجال واختلاف الرؤية للعالم والحياة بين الرجل والمرأة عبر أبطال الرواية.

قد تكون ترمي بشرر مختلفة لكني ما زلت متشبعة من قراءتي للأعمال السعودية ولذا صرت أميل الآن إلى أعمال الشرق كإيران والصين واليابان وكوريا وسأنشر تباعاً انطباعاتي عنها.

السؤال لماذا مرت البوكر العربية بهدوء وكانت مقدرة إلى حد كبير في دورتها الأولى، لكنها وبعد فوز خليجي وسعودي تحديداً تصبح جائزة فاسدة؟؟

تخلصت ولله الحمد من عوالق نظرية المؤامرة لكن الطعن الجديد في البوكر أعادني إلى بعض وعثاء هذه النظرية وما تتركه من علامات استفهام محرضة!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد