جدة – عبدالقادر حسين – تصوير محمد شاجع:
تواصل أسعار الاغنام ارتفاعها في الأسواق السعودية متأثرة بموجة إقبال السعوديين على اللحوم خصوصا في موسم الأفراح والأعراس والمناسبات.
وأرجع متعاملون في سوق اللحوم الحمراء في جدة ارتفاعا في الأسعار خلال الفترة المقبلة لا سيما مع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك لشدة الطلب على اللحوم في رمضان باعتبارها وجبة رئيسية في الإفطار، إذ ترتفع أسعار الأغنام الحية بنسبة 25% عن الشهور الماضية.
وكشفت جولة (الجزيرة) في عدد من الهايبرات ومحلات السوبرماركت، ومحلات الجزارة تباينًا في أسعار اللحوم المحلية أرجعه البعض إلى نوعية واختلاف الأغنام والمواشي المباعة لتجار التجزئة، إذ إن النوعيات مثل الحري والنعيمي والسواكني لها علاقة مباشرة بتحديد الأسعار. وبحسب الأسعار المتداولة في السوق فقد تراوح سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم ما بين 35 إلى 45 ريالاً في حين وصل سعر الكيلو من اللحم البقري إلى 30 ريالاً بالعظم و35 ريالاً بدون عظم.
ويؤكد سلطان الحربي تاجر مواشي أن الأسعار منذ 3 أعوام وهي في صعود كبير، الأمر الذي أدى إلى قلة الشراء وتركزه في المواسم الرئيسية فقط وبحث كثير من السعوديين عن البدائل إذ إن اللحوم من المتوقع أن تشكل أزمة في الفترة المقبلة في السعودية وستصبح حالها حال بعض الدول المجاورة العربية، إذ يتراوح سعر الخروف من 1200 إلى 1900 ريال بعد أن كان سعره بـ900 ريال وأقل في أعوام مضت.
وقال مشبب القحطاني تاجر مواشي إن ارتفاع الأسعار ليس في المواشي فحسب بل امتد إلى كل المواد والاحتياجات وليست فقط الأغنام بل إن العجول والأبقار ارتفعت الأمر الذي جعل كثير من السعوديين يقبلون على لحوم الإبل باعتبارها الخيار الأفضل والأقل تكلفة مقارنة مع اللحوم الأخرى.
وأشار إلى أنه لم يكن مستغربا ارتفاع أسعار اللحوم خصوصا قبل ثلاث سنوات بسبب انفلونزا الطيور والتي جعلت الكثير يغضون البصر عن الدواجن خوفا منها ولا أنسى أن التجار لهم دور في ارتفاع الأسعار وكذلك الوسطاء والناقل للمواشي وتغذيتها وقلة الأمطار كذلك تجعل تجار الماشية يرفعون الأسعار، إضافة إلى المسالخ ومحلات الجزارة وجشع كثير من التجار إذ إنهم رفعوا أسعار اللحوم بشكل عام، وقال إنه لا يوجد هناك ضوابط لأسعار اللحوم في السعودية وأنها سوق مفتوح يخضع للعرض والطلب.
وأضاف عدد من تجار المواشي في العاصمة الرياض أن ارتفاع الأسعار له أسباب عدة منها وقف الاستيراد، وقالوا إن الطلب زاد على النعيمي لطيب لحمه وبياضه ويأتي بعده النجدي ثم التيس، ثم الأغنام السورية وبعدها السواكن السودانية وأكد صالح أحمد بائع المواشي أن التجار لهم دور أيضا في توحيد أسعار المواشي بعد ارتفاعها وعدم تنازلهم عن السعر الذي جرت العادة أن لا ينقص عن 1500 ريال ويصل إلى 1900 ريال للرأس الواحد ووقف الاستيراد استغله التجار بشكل كبير بحيث رفعوا الأسعار طوال العام وليست في فترة دون أخرى.
وأكد أن المطاعم والمقيمين يأخذون أرخص اللحوم كاللحوم الأسترالية والبربري الذي يعتبر أرخص أنواع المواشي إذ أن المطاعم تهدف إلى الربحية دون علم الزبون مستغلين الخضار والبهارات وغيرها من أدوات الطبخ لإخفاء العيوب عن رواد المطاعم. كما أن المناسبات الصيفية تعتبر عامل رئيسي في اختفاء أفضل المواشي خصوصا من النعيمي الذي يحتاج السوق السعودي إلى كميات كبيرة منه ووصل سعر الذبيحة الواحدة إلى 1800 ريال وهي كانت في ما مضى لا تتجاوز 800 أو 900 ريال، وهذا الرقم يصعب على كثير من السعوديين في هذه الأيام.
يُذكر أن متوسط الاستيراد السنوي للسعودية من الثروة الحيوانية خلال العشر السنوات الماضية بلغ نحو 6 ملايين رأس غنم وربع مليون رأس ماعز و50 ألف رأس بقر للذبح سنويا بحسب إحصائيات وزارة الزراعة ومن المتوقع أن تزيد هذه الأرقام بشكل كبير خصوصا في ظل تأسيس شركة خاصة لاستيراد المواشي سيغطي النقص الذي تعانيه السوق السعودية. كما أن فتح باب الاستيراد من جديد من أسواق الجوار سيساعد في انخفاض الأسعار ولو بنسبة قليلة.