اتصل بي الأسبوع الماضي أحد موظفي البريد الممتاز في الرياض، رحبت به وأخبرني أن لديهم إرسالية تخصني قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، فقلت له إنني بانتظارها، فطلب مني الذهاب إلى البريد الممتاز في مقر البريد المركزي في البطحاء لاستلامها!!، استغربت حقيقة حيث إن اتفاقي مع المرسل من أمريكا أن تكون من الباب إلى الباب، يعني عند وصولها للرياض يتصلون بي ويحضرونها للمكان الذي أتواجد به أسوة بشركات البريد السريع الأخرى الأجنبية العاملة لدينا في المملكة. في حينها كنت قريبا من موقع البريد فقررت أن أذهب بنفسي لاستلامها، ذهبت ومررت من خلال دهاليز تحت الأرض لحين وصلت إلى منطقة التسليم وفوجئت بأن هناك غيري عدداً يفوق الخمسين شخصاً بانتظار استلام طرديات وإرساليات قادمة من داخل وخارج المملكة. خدمني أحد الموظفين في الموقع وسلمني إرساليتي بدون أن أنتظر لمدة طويلة وفهمت منه أن خدمة التوصيل للعميل غير متوفرة لديهم.

خرجت وأنا أضع أمام نفسي مجموعة من التساؤلات، كيف تضيع فرصة ثمينة على البريد السعودي بأن يكسبوا مزيداً من العملاء من خلال توصيل الإرساليات مباشرة إلى مكان المرسل إليه؟ لماذا تذهب مثل هذه الفرص الثمينة لشركات البريد السريع الأجنبية التي تزايد عددها في الآونة الأخيرة بعد إدراكهم بأن سوق البريد السريع بالمملكة كبير وواعد وفيه فرص كبيرة للنجاح؟

لا ينكر أحد مستوى التقدم والتحسن الكبير الذي حققه البريد الممتاز في السنوات الأخيرة ولكن عدم إيصال الطرد إلى المستفيد مباشرة يعد خسارة كبيرة. وبحسب معرفتي فإن قطاع البريد الممتاز والطرود قطاع بالغ الأهمية لمؤسسة البريد السعودي ويحظى باهتمام كبير من معالي رئيس المؤسسة، ولديهم خدمات متكاملة، يقدمها فريق عالي التدريب، مؤلف من 850 شاباً سعودياً يواظبون على عملهم بكل خبرة ومهارة، كما أنه يتميز أيضا بأوسع شبكة بريدية في المملكة (500 نقطة بيع) وأفضل سياسة توزيع (أسطول يضم أكثر من 360 سيارة في مختلف أنحاء المملكة). إذاً ما المشكلة في التوصيل للعميل؟؟

أضع تساؤلاتي أمام معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي الذي أعرف مدى حماسه وجديته في توفير الخدمات البريدية على أحسن وجه وهو شخص بذل الكثير من الجهود في الفترة الماضية من أجل تحسين مستوى الخدمات البريدية لدينا في المملكة، وأتمنى منه أن يضع خدمة التوصيل من الباب إلى الباب ضمن إسترايجية عملهم التسويقية في البريد الممتاز إن هم أرادوا أن ينافسوا الشركات الأجنبية العاملة بالمملكة وأن يحرصوا تمام الحرص على اقتسام شريحة من كعكة سوق البريد السريع قبل أن تؤكل الكعكة بالكامل ولا يبقى لهم سوى الفتات اليسير.