Al Jazirah NewsPaper Monday  02/08/2010 G Issue 13822
الأثنين 21 شعبان 1431   العدد  13822
 
وقفة صريحة مع مبادرة التاريخ ومصالحة القرن
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

 

مرة أخرى تثبت المملكة العربية السعودية أنها الأكثر فاعلية في المعادلة العربية، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤسس لحقبة زمنية جديدة من عمر العلاقات العربية - العربية؛.....

..... ليقينه بأن وحدة الصف العربي لا يمكن أن يكدرها أي خلاف إقليمي أو دولي، وأن ما يطرأ على هذه الساحة من (مُدْلَهمَّات) ليس إلا سحابة صيف لا تلبث أن تزول وتتلاشى، وأن الأخوة والعروبة فوق كل اعتبار.

في شهر محرم من العام المنصرم أعلن الملك عبدالله - في كلمته (الضافية) التي ألقاها - في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية بالكويت باسم القادة العرب تجاوز مرحلة الخلاف وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، ومواجهة المستقبل بنبذ الخلافات ليكونوا كالبنيان المرصوص مستشهداً بقول الله تعالى: ?وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ?، ويقرن الملك العادل القول بالفعل - كعادته - ليقوم بجولة عربية شملت مصر والأردن وسوريا ولبنان؛ ليعزز تلك الكلمات التي أطلقها في قمة المصالحة بالكويت، لتجيء هذه المبادرة (الذهبية) في توقيت حساس، العرب فيه بأمسّ الحاجة إلى التلاحم والتقارب والابتعاد عن الانقسامات والنزاعات التي من شأنها إذكاء الفُرْقة بينهم.

المملكة العربية السعودية بثقلها على الساحتين الدولية والإقليمية لديها القدرة (الخاصة) على رأب أي صدع بالجدار العربي مهما كانت مساحته، ولعل الدور الذي لعبته في معالجة الأزمات العربية السابقة على تنوعها وعظمها هو خير ما يساق في هذا المقام؛ فلم تتخلى يوماً عن مد يَد العون لأي بلد عربي أو أجنبي محتاج؛ ولعل تبرع المملكة بمبلغ ألف مليون دولار - عندما أحجمت الأيدي وشاحت الوجوه - لإعادة إعمار غزة أجلى دليل على ذلك، فمواقف المملكة النبيلة تملأ صفحات التاريخ العربي بكل ما هو جميل.

ما يميز جولة الملك عبدالله (العربية) تركيزها على وحدة العراق ووحدة الصف اللبناني، وعلى التعاون المشترك بين الجميع؛ فقد كانت مثار استحسان الكل، حتى وسائل الإعلام الأجنبية على اختلاف مواقفها وخلفياتها أبدت إعجابها الشديد بهذه المبادرة (الرائدة) لتصفها بالتاريخية، فلله درك يا خادم الحرمين.



hrbda2000@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد