أعادت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولقاءاته بالقيادات العربية ذات العلاقة المباشرة بالملفات العربية الساخنة، الحراك العربي إلى توهجه من جديد، وعادت آلة العمل السياسي العربي إلى العمل بعد أن كاد اليأس والإحباط يشلان هذا العمل.
أن يلتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس المصري حسني مبارك ثم الرئيس بشار الأسد، الذي قضى معه وقتاً طويلاً، ثم يعقدان جلسات عمل مطولة مع الرئيس اللبناني ومع قادة العمل السياسي والوطني اللبناني، بعد أن تناثرت الأقوال التي استهدفت هز الاستقرار الهش الذي يعيشه هذا البلد؛ فيتحرك الزعيمان العربيان «استباقياً» لوأد الفتنة وتقوية الاستقرار، ثم يختتم خادم الحرمين الشريفين كل ذلك بلقاء الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، فمعنى هذا أن خادم الحرمين الشريفين أعاد الدفء وأشعل الحراك لمعالجة أهم القضايا العربية التي تحظى بالاهتمام والمتابعة وتثير القلق لدى الإنسان العربي.
ترميم البيت العربي وتعزيز التضامن العربي من خلال تحريك المصالحات العربية التي يضطلع بها خادم الحرمين الشريفين، وبحث جهود تحقيق السلام في المنطقة بتسريع حل القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما احتل عام 1967م، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق مع التأكيد على وحدة العراق وعروبته، ثم قطع دابر الفتنة في لبنان وتثبيت الاستقرار.. هذه هي الملفات التي رافقت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جولته العربية، والتي اكتسبت زخماً إيجابياً يبشر بتحرك أفضل نحو عودتها إلى الحضن العربي لمعالجتها بحكمة داخل البيت العربي دون التأثُّر إقليمياً ودولياً.
تحرُّك خادم الحرمين الشريفين ونتائج مباحثاته مع قادة دول عربية مؤثرة وذات علاقة مباشرة بالقضايا العربية الأكثر تأثيراً على الواقع العربي يؤشران إلى عودة الروح إلى العمل العربي السياسي الجماعي، ويبشران ببلورة مشروع عربي يزيح المشاريع الإقليمية والدولية التي لا يمكن أن تكون بديلة عن المشروع العربي الذي لا يستهدف إلا مصالح العرب، في حين يعمل ويسعى «الآخرون» لتثبيت أو فرض مصالحهم.
***