كنت عائداً من الشمال بعد أمسية شعرية أقمتها في محافظة القريات وأثناء مروري بمحافظة حفر الباطن رأيت منظراً لا حضارياً - كما اعتقدت - وهو لا يتفق مطلقاً حسب رؤيتي مع حقوق الإنسان ولا كذلك مع نظام هيئة التحقيق والادعاء العام التي خاطبها صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله (عليكم الإفراج عن المتهمين بالكفالة حتى تتضح الرؤية) وكان المنظر الذي أعنيه هو قيام دوريات مكافحة المخدرات في المحافظة بإيقاف الشباب في الشارع العام وتفتيشهم تفتيشاً ذاتياً ومن ثم تفتيش مركباتهم أمام الملأ. ولأن محافظة حفر الباطن تقع على مفترق طرق دولية وهي تمثِّل المنطقة الثالثة الأكثر نمواً في المملكة والمنطقة الأولى في الشرق الأوسط لأسواق الماشية. ولذا هاتفت الأستاذ مسلط الزغيبي باعتباره (محافظها) الآن بحكم تقاعد اللواء مطلق أبو اثنين الذي لم يتح له المرض شفاه الله الاستمرارية في دوره المأمول رغم أنه أعطى الوطن الكثير والكثير من الجهد والإخلاص طوال عمله عسكرياً ثم محافظاً لمنطقة حفر الباطن، أقول خاطبت المحافظ المؤجل دوماً مسلط الزغيبي بشأن ما رأيت ووضَّح لي أن هذه الدوريات لا توقف إلا من جاء إليها بلاغاً بحقه. وهي بهذه الطريقة اكتشفت الكثير والكثير من عمليات الترويج والبيع والتهريب للمخدرات من خارج المحافظة المتاخمة للعراق. وبمناسبة ذكر الأستاذ مسلط الذي عمل وكيلاً للمحافظة مدة طويلة منذ أيام المحافظ الراحل حمد بن جبرين رحمه الله، أذكر في هذا الصدد أنني تعرفت على الأخ مسلط قبل عقد من الزمن حينما دعانا المحافظ الراحل (أبو سليمان) أنا والصديق الدكتور إبراهيم العواجي لرؤية بشائر الربيع في المحافظة والتمتع بأجوائها الرائعة وخضرتها المدهشة ونمو الكمأ في أرضها المخصبة حينها قلت للمحافظ الراحل إن هذه المحافظة - أي حفر الباطن - يحق لها أن نطلق عليها (عاصمة الربيع) فضحك ضحكته المتفائلة دوماً وقال هذا شأنكم أيها الشعراء. وأضاف: حقيقة أنني أعزو تطور المحافظة ونموها إلى هذا الرجل وأشار إلى رجل لا أعرفه آنذاك وقال: إنه أبو عبد العزيز مسلط الزغيبي، وأشار ثانية إلى رجل أعرفه ألا وهو الأستاذ ناصر الماضي وهكذا سارت السنوات وتقدمت الأيام ومضى حمد الجبرين عن دنيانا الفانية إلى لقاء وجه ربه بما عمل وكذلك انتقل أبو جاسر الماضي إلى إمارة الشرقية وأحيل اللواء أبو اثنين إلى التقاعد لمواصلة العلاج شفاه الله وعافاه، وهكذا بقي الأستاذ مسلط الزغيبي يقوم بكل هذه الأدوار مجتمعة بلا كلل أو ملل فأخذ يواصل تطوير عاصمة الربيع إلى أن أصبحت الآن أمثولة مدائن الشرق والشمال وبما لديه من الإمكانيات (المتاحة) ومن هنا يمكننا القول ألا يستحق هذا الموظف المخلص والمطور والذي (حافظ) على هذه المحافظة أن يضاف حرف (ميم) أمام فعله فقط؟!
ذلك ما نتمناه.