فاصلة: (يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به)

- حكمة هندية -

كلما قابلت «منى» أو «ابتسام» أو «ليلى» وغيرهن كثيرات ممن يدرسن في الخارج اشعر بغصة في حلقي لأنهن أمهّات اضطررن إلى ترك أطفالهن في السعودية لأن مكافأة الطالب المبتعث لا تكفي رسوم حضانات الأطفال ذات السعر المرتفع خاصة في بريطانيا فإذا كانت المبتعثة تحصل مع زوجها على (1786.82) جنيها إسترلينيا فإذا كان لديها طفلين فستحصل على (2131.11) جنيها فهل تكفي هذه المكافأة حضانة طفلين حيث تكلف حضانة الطفل الواحد 600 جنيه شهريا أو تزيد حسب الساعات. وإيجارات المنازل لا تقل عن 600 إلى 900 جنيه هذا ولم نتحدث عن رسوم الغاز والكهرباء والماء والمواصلات والمعيشة!! والمعروف أن أي طالب مبتعث في بريطاني لا يستطيع العيش دون دعم مالي إضافي من أسرته حتى وان لم يكن رب أسرة فكيف بالأسرة ولأننا نضع الأسرة في أسفل قائمة أولوياتنا اختارت بعض المبتعثات خيار ترك الرضع بعيدا عنهن ولست أريد أن ألومهن فيكفيهن عذاب تأنيب الضمير ولوعة فراق أبنائهن لكن السؤال لماذا على الأسرة أن تدفع ثمنا غاليا لتعليم المرأة في الخارج أو لشغلها وظيفة معلمة في القرى النائية!! في الابتعاث والتدريس تدفع المرأة والأسرة ثمنا غاليا لا أظنه يتساوى مع قيمة الحفاظ على كيان الأسرة مؤخرا صرح أحد المسؤولين في وزارة الداخلية أنهم بصدد مراجعة سياسة ابتعاث الطلبة خوفا من التطرف وتبعاته. أشفق على النساء فلا يوجد أي وزارة تعنى بشؤونهن حتى يتطلب الأمر مراجعة تفكك الأسرة بسبب التعليم أو العمل وليست لدينا وزارة تعنى شؤون الأسرة بعد أن ثقل كاهل وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم الإعانات ومعالجة المشاكل الاجتماعية فلم يبقى حيز لدراسة وضع الأسرة في وضعها الطبيعي والمحافظة عليها من التفكك لأننا لا نعرف أي معنى للوقاية ولا نتحرك إلا للعلاج وحينما يتخرج المبتعثون والمبتعثات بعد سنوات أرجو إلا تنكّد علينا فرحة التخرج وجود أطفال لم تحتضنهم الأم ولم يرعاهم الأب، وأمهات لم يستطعن التخلص من أثار تجربة تعليم قاسية على المستوى النفسي لأن مكافأة الابتعاث عجزت عن توفير الاستقرار المادي والاجتماعي للطلاب وأبنائهم!!