لم يعد الوضع في فلسطين يقبل التسويف، ولا حتى التعامل بحيادية مع ما يُدبر لفلسطين وللفلسطينيين بحلول فرضية جميعها تصب في صالح إسرائيل.
(أوباما) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي استبشرنا بوصوله وتعهده بإيجاد حل للقضية الفلسطينية يعتمد على فرضية إقامة الدولتين، بدأ يفرض على الفلسطينيين شروطاً مقابل المضي قدماً لتنفيذ اقتراحه، ولمداراة عجزه وعجز أمريكا عن إقناع الإسرائيليين بوقف الاستيطان، لجأ إلى ابتداع «المفاوضات المباشرة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بمعنى، قذف محمود عباس في أتون نتنياهو الذي يفاخر بأنه هو من أفشل اتفاقيات أوسلو، وأن هو من سيفشل اقتراح الدولة الفلسطينية..!!
أوباما يقايض محمود عباس بالمفاوضات المباشرة مقابل سعي أمريكي لتحقيق الدولة الفلسطينية.
(طيب.. كيف يا فخامة الرئيس..؟!!)
هل أنتم قادرون على وقف الاستيطان الإسرائيلي..؟
هل أنتم مستعدون لإعلان مرجعية أمريكية بلا لبس تكون مرجعاً لأي تراجع أو تلكؤ سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين..؟!
هل سيتم بحث حدود الدولة الفلسطينية؟ هل ستحدد عاصمة تلك الدولة؟ هل سيتوقف عبث المستوطنين الذين يحرقون مزارع الفلسطينيين ويحتلون منازلهم ويطردونهم للشوارع؟؟
هل.. وهل.. وهل أنتم يا سيادة الرئيس قادرون على لجم طغيان الإسرائيليين بدلا من أن تمارسوا ضغطاً لا يحتمل على محمود عباس وجماعته الذين لم يبق عندهم شيء يعطونكم إياه لأن الإسرائيليين لم يتركوا لهم شيئاً؟!
أخيراً، هل أنت يا رئيس أوباما قادر على أن تفي بوعودك؟!
jaser@al-jazirah.com.sa