لعلي لا آتي بجديد عندما أتحدث عن الجمارك السعودية، هذا الجهاز الذي يعنى مباشرة بسلامة الوطن والمواطن من عاديات المفسدين في الأرض المريدين لهذا الوطن السوء أخلاقياً واقتصادياً بل وسياسياً.
أكتب اليوم عن جهاز الجمارك السعودية بعد اطلاعي على تقرير أصدرته الجهة المعنية بالضبطيات التي ينجزها رجال هذا الجهاز الجبار برجاله وبالجهود العظيمة التي يقودها بكل اقتدار...
...أحد شباب هذا الوطن المخلصين الناصحين المستشعرين للمسؤولية، مديره العام الذي أحدث نقلة نوعية تحسب له وينتظر منه الكثير أيضاً.
دعوني أضع بين أيديكم مباشرة ما يأي: لوحظ من خلال البيانات الإحصائية والتحليلية لمضبوطات مادة الحشيش المخدر لعام 1430هـ أن ما تم ضبطه خلال هذه الفترة 180.19 مائة وثمانون كيلو وتسعة عشر جراماً، وبلغت النسبة الكبرى من مضبوطات الحشيش المخدر عبر المنافذ البرية بما نسبته 98 %، تليها المنافذ الجوية ثم المنافذ البحرية، وبلغت نسبة انخفاض تهريب هذه المادة مقارنة بالعام 1429هـ (34 %).
- بلغت كمية ما تم ضبطه من مادة الأفيون المخدرة لعام 1430هـ (2.58) اثنين كيلو وثمانية وخمسين جراماً، وذلك عبر جمرك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، حيث بلغ ما تم ضبطه 2.37 كجم، و(21 جراماً) في جمرك ميناء ضباء، ويتضح من ذلك استمرار تهريب هذه المادة عبر هذين الجمركين خلال هذا العام والعام المنصرم؛ حيث إن نسبة الزيادة لهذا العام 1430هـ مقارنة بعام 1429هـ بلغت 75.3 %، وهذه الزيادة تم ضبطها بحوزة الركاب القادمين لأداء العمرة من الجنسية الإيرانية.
- يلاحظ انعدام مضبوطات مادة الكوكايين المخدر في المنافذ الجمركية البرية، الجوية، البحرية كافة، وتمثل بذلك انخفاضاً بما نسبته 100 % عن العام 1429هـ.
لوحظ من خلال البيانات الإحصائية لمضبوطات مادة الهيروين المخدر لعام 1430هـ أن ما تم ضبطه خلال هذه الفترة تمثل في 9.345 كجم، وذلك عن طريق جمرك مطار الملك عبدالعزيز، وهو المنفذ الذي تم من خلاله ضبط النسبة الكبرى من مضبوطات مادة الهيروين المخدر للعام المنصرم بنسبة انخفاض بلغت 5.5 % مقارنة بعام 1429هـ، ويتضح من ذلك عدم وجود أية ضبطيات لهذه المادة في المنافذ الأخرى.
* ومن خلال الدراسة التحليلية لهذه المواد المخدرة يتضح ما يأتي:
إن مجمل مضبوطات مادة الحشيش المخدر تم ضبطه عبر المنافذ البرية مع انخفاض مضبوطات هذه المادة عبر المنافذ البحرية وبشكل يدعو للاستغراب؛ نظراً إلى حجم الواردات القادمة عبر الموانئ البحرية خاصة إذا ما علمنا بضخامة حجم الواردات عبر جمرك ميناء جدة الإسلامي وجمرك ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، اللذين ترد عبرهما أغلب واردات المملكة، إضافة إلى قلة المضبوطات لهذه المادة عبر المنافذ الجوية، خاصة عبر المنافذ الجوية الدولية التي ترد من خلالها رحلات قادمة من دول مشبوهة عرفت بزراعة وتجارة المخدرات، إضافة إلى المنافذ الجوية الأخرى التي يرد من خلالها رحلات الحج والعمرة.
كما يلاحظ ضبط الكمية الأكبر لمادة الأفيون في جمرك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، وقد يعود السبب في ضبط هذه الكمية إلى أن أكثر المعتمرين القادمين من خلاله من الجنسية الإيرانية، الذين يقدمون عادة وهم يحملون هذه المادة للاستخدام الشخصي، أما جمرك ميناء ضباء فقد تم من خلاله ضبط (21 جراماً) من هذه المادة، وانعدام ضبط هذه المادة في المنافذ الجمركية الأخرى وكذلك انعدام ضبط مادة الكوكايين المخدر لهذا العام 1430هـ قياساً بعام 1429هـ، ومن هذا المنطلق فإنه من الأهمية بمكان تفعيل أقسام التحري والضبط في المنافذ الجمركية كافة، خاصة المنافذ التي عادة ما يرد إليها الركاب والإرساليات من الدول المشبوهة، حيث يلاحظ عودة المهربين لاستخدام التهريب عن طريق الأحشاء والملابس الداخلية والأحذية التي يرتديها الركاب، إضافة إلى أهمية الاستعانة بالدراسات التي تقوم بها إدارة المخاطر للتعرف على الشحنات والإرساليات المشبوهة وتحديد مكامن الخطر من خلال دراسة وتحليل بيانات تلك الشحنات والإرساليات. كما لوحظ أن بعض إرساليات المخدرات عادة ما ترد عبر الموانئ أو المطارات للدول المجاورة للمملكة كدول عبور لإبعاد الشبهات عن تلك الإرساليات خاصة أن بعض شحنات المخدرات قد تمت تعبئتها في موانئ الترانزيت التي تبحر من خلالها تلك البواخر إلى المملكة.
هذه الضبطيات متعلقة فقط بضبطيات المخدرات بأنواعها كافة دون الخمور، وهناك ضبطيات الأسلحة وكذا الطلقات (الرصاص) التي تقدَّر بملايين الطلقات، ويقوم رجال الجمارك بإحباط دخولها إلى الوطن بكل اقتدار ولله الحمد.
ولعل من يطلع على هذا التقرير المفصل حول ما قام به رجال الجمارك خلال العام المنصرم يلحظ بوضوح نتائج جهودهم التي تكللت بفضل الله بتراجع هؤلاء المفسدين في بعض المنافذ الجمركية بشكل ملحوظ عن محاولات تهريب هذه الممنوعات من خلال هذه المنافذ، وإن كانوا سلكوا منافذ أخرى فإن هذا لا يعني غفلة رجالنا البواسل (رجال الجمارك) عن خطط وحيل هؤلاء المفسدين، التي تكللت - بفضل الله - بتراجع هؤلاء المفسدين في بعض المنافذ الجمركية بشكل ملحوظ عن محاولات تهريب هذه الممنوعات من خلال هذه المنافذ، وإن كانوا سلكوا منافذ أخرى فإن هذا لا يعني غفلة رجال الجمارك عن خطط وحيل هؤلاء، بل يعني فقط نجاح رجال الجمارك في صد هذه الشرور عن الوطن.
وأمام هذا التقرير نعود إلى ما سبق، وأن كتبت عنه يوجب أهمية دعم هذا الجهاز مادياً بما يزيد من كفاءة العاملين ويدفعهم إلى العمل بشكل أكثر تفاعلاً وأداء.
إن العمل في المنافذ الجمركية المختلفة، سواء منها البرية أو الجوية أو البحرية، يعدّ من الأعمال الشاقة والمرهقة؛ لذا فإن الدعم المادي لهم واجب تحتمه طبيعة عملهم.
كما أنني أرى أن تحويل مصلحة الجمارك إلى هيئة مستقلة بات ضرورة ملحة يحتمها ضخامة هذا الجهاز وعظم دوره، وكذلك ما يحققه من دخل وطني كبير لخزينة الدولة.
شكراً بملء أفواه كل المواطنين لكم أيها الجنود البواسل على هذه الجهود الكبيرة، بارك الله فيكم، وسدد خطاكم.
Almajd858@hotmail.com