يقول كاتب الوشنطن بوست الشهير السيد توماس فريدمان: كان أبي يقول لي دائماً: عليك أن (تنهي) الطعام الذي في طبقك، فالهنود والصينيون جوعى ولا يجدون ما يأكلونه، أما اليوم فأنا أقول لأبني - والكلام هنا لفريدمان - عليك أن (تنهي) واجباتك المدرسية وإلا فإن الهنود والصينيون سيأخذون وظيفتك.
عندما كنت أتشرف بالعمل مسؤولاً في كلية المعلمين توجهت في حديث شخصي إلى المفكر السعودي إبراهيم البليهي بالسؤال التالي: كيف ترى جهود إصلاح تعليمنا العام؟ فأجابني قائلاً: مثلكم في إصلاح التعليم كمثل الذي استنفذ جهوده في أصلاح ضغط إطارات السيارة وضبط الإضاءة وتلميع السيارة، في حين أن الخلل يكمن في (خراب) الماكينة. أتمنى على سعادته وهو عضو مجلس الشورى والمفكر المعروف أن يشخص لنا طبيعة خراب الماكينة التعليمية ويصف لنا الحل المطلوب.
في أحد أحياء مدينة الرياض أشتكى طفل إلى معلمه قائلاً: إن أحداً من زملائه في الفصل قد صوب نحوه قلم من الخلف، فسأله المعلم: من تعتقد فعل ذلك، وكان المعلم يتوقع أن يحدد الطفل زميل أو زميلين له ليسا على وفاق معه إلا أن المعلم فوجئ بالطفل يوجه اتهامه إلى قبيلة معينة. يا إلهي هل عجز التعليم عن إذابة القبلية التي تعشعش في رؤوس أولئك الأطفال.