تفاعلت الأوساط الشعبية العربية كثيراً مع جولة خادم الحرمين الشريفين في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة، التي تؤكد الدور السعودي المحوري الساعي لحل القضية الفلسطينية. فهذه الأوساط الشعبية، وحتى الرسمية، كانت تتساءل عن ضعف الحضور العربي رغم تصاعد الأزمات العربية وتفاقمها، في الوقت الذي يتعاظم فيه الدور الإقليمي، وبالذات الدور التركي، الذي يحاول أن يواجه الدور الإيراني الذي تجاوز كل الحدود. وهذا الدور التركي، رغم قبول بل وحتى تشجيع العديد من القيادات العربية على انخراطه في العمل لحل القضايا العربية، إلا أنه لا يغني، ويجب ألا يكون بديلاً لدور عربي مؤثر، دور لا يمكن أن تقوم به إلا قيادة عربية مهمة وتقود دولة محورية مؤثرة ليس في المحيطين العربي والإقليمي، بل يتعدى ذلك إلى المحيط الدولي؛ فالقرارات الإقليمية والدولية أصبحت متداخلة لتداخل المصالح، وهذه المواصفات تكاد تكون شبه قاصرة على القيادة السعودية التي تمتلك الإمكانيات والتأثير السياسي والاقتصادي، وتحظى بالقبول والتقدير العربي والإقليمي والدولي.
وجولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقدر ما كانت ضرورية فإنها أيضاً مطلوبة من قِبل العديد من الدوائر الشعبية وحتى دوائر صنع القرار العربي؛ إذ إن هذه الدوائر والأوساط ترى في التحرُّك السعودي، الذي يقوده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي سبقه تمهيد سلك جملة من تحركات المبعوثين السعوديين والعديد من الاتصالات.. ترى هذه الأوساط أنه إدراك وتفهُّم من قِبل القيادة السعودية لضرورة التحرُّك وإنقاذ المنطقة من انهيار جديد بسبب زيادة التهديدات الإسرائيلية، واتساع مساحات التدخل الإقليمي في الشأن العربي.