جدة - عبدالله الدماس
كشف مجلس النظافة والصحة العامة الدولي عن نتائج دراسة حول «النظافة المنزلية 2010» أجراها محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك خلال اجتماعه السنوي الخامس الذي عقد مؤخرا في الرياض، وأظهرت الدراسة أن المواد العازلة في الحمامات وداخل الثلاجات وقطع القماش المستخدمة في المطبخ ومقابض الغلايات كانت من بين أكثر العناصر تلوثاً في المنازل على المستوى العالمي وخاصة في المملكة العربية السعودية.
وقالت الدراسة إن السبب وراء ذلك هو أساليب التنظيف غير الفعالة، وأجريت دراسة النظافة المنزلية في 9 بلدان حول العالم، بما في ذلك المملكة، وكانت من أبرز نتائجها أن تكرار عدد مرات التنظيف ليس أكثر أهمية من استهداف المناطق الصحيحة واتباع أساليب التنظيف الفعالة.
وأشارت الدراسة إلى أن المادة العازلة في الحمامات هي المكان الأكثر تلوثاً في المنازل على المستوى العالمي، حيث فشل أكثر من ثلثي العينات (70%) في الاختبارات البكتيرية، وأكثر من نصف العينات (56%) فشلت في اختبارات التلوث بالعفن على الرغم من أن أكثر من ثلث العينات (37%) كانت تبدو نظيفة.
ويعتبر هذا الأمر مصدر مقلق، حيث تشير الدراسات الحالية إلى أن هناك علاقة بين وجود العفن أو الرطوبة في المنزل والإصابة المتزايدة بالمشاكل الصحية مثل الالتهابات الفطرية وأمراض الجهاز التنفسي والربو والحساسية.
و قال البروفيسور جون أوكسفورد، رئيس «مجلس النظافة والصحة العامة» وأستاذ علم الفيروسات في جامعة «سانت بارثلوميو» و»كلية لندن للطب وطب الأسنان»، وأحد المتحدثين الذين استضافهم الحدث: «بحسب نتائج الدراسة، فإن المادة العازلة في الحمامات هي المكان الأكثر تلوثاً في المملكة العربية السعودية كما هي الحال في مختلف دول العالم. وعلى الرغم من أن الأسطح قد تبدو نظيفة للعيان، إلا أنه من المهم أن يدرك الناس أن تموضع جراثيم العفن على مواقع مثل المواد العازلة في أحواض الاستحمام يمكن أن يكون له تأثير ضار على صحتهم، الأمر الذي يوجب ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للحد من هذه الجراثيم كما هو الحال مع غيرها من البكتيريا التي قد يكون الناس أكثر وعيا بها».
وقال الدكتور طارق أحمد مدني، أستاذ الطب والأمراض المُعدية في «كلية الطب» ب «جامعة الملك عبد العزيز» بجدة، والمستشار بوزارة الصحة السعودية، وأحد المتحدثين الذين استضافهم الحدث: «تبين نتائج الدراسة أن هناك أماكن محددة في منازلنا يتم تجاهلها عندما يتعلق الأمر بالنظافة، ومما هو واضح أن الناس يقومون بتنظيف الأسطح بصورة متكررة، ولكن قد لا يكون ذلك كافياً، حيث يغفلون عن استهداف مناطق معينة واتباع طريقة التنظيف الصحيحة. فعلى سبيل المثال، التنظيف باستخدام قطعة قماش ملوثة، أو باستخدام منتج غير مناسب أو عدم غسل اليدين جيدا سوف يؤدي ببساطة إلى انتشار البكتيريا والعفن في جميع أنحاء المنزل، بدلا من قتل هذه الكائنات الضارة. وتعتبر ممارسة عادات النظافة الجيدة من خلال تنظيف مناطق مستهدفة، إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها كسر سلسلة العدوى».