عمان - موفد الجزيرة - سليم الحريص :
رحبت الأوساط الرسمية والشعبية في المملكة الأردنية الهاشمية بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الأردن الشقيق في سياق الجولة العربية التي استهلها بجمهورية مصر العربية وتشمل الأردن وسوريا ولبنان.
واعتبرت هذه الجولة في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز التضامن العربي ولمِّ الجهد في مواجهة التحديات.
وثمنت هذه الأوساط الدور الرائد الذي تضطلع به المملكة لخدمة القضايا العربية والإسلامية.
وأشارت إلى أن ذلك ليس بغريب على قيادة المملكة وهي التي عرفت على الدوام بحرصها وسعيها الدءوب لخدمة أمتها العربية والإسلامية ورأت تلك الأوساط أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المرتقبة إلى المملكة، ولقائه الملك عبد الله الثاني تكتسب أهمية بالغة ولا سيما أنها تأتي في توقيت يتطلب تشاورًا سعوديًا أردنيًا لتعزيز التضامن العربي وتكريس العلاقات السعودية الأردنية ودعم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ووفقًا لقيادات إعلامية وسياسية أردنية ترى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجلالة الملك عبد الله الثاني يحرصان على صياغة وبلورة موقف عربي موحد ويشتركان في سياق رؤية واحدة للتحدث وبصوت مسموع يعطي قوة دفع وصلابة للعرب في الدفاع عن القضايا المصيرية بعيدًا عن سياسة المحاور والاصطفافات، التي لا تخدم الأمة بل تكرس سياسة المحاور والاستقطابات.
وينتظر أن تتناول القمة السعودية الأردنية علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين التي عرف عنها على مر السنين بأنها علاقات بعيدة عن الاهتزازات والاختلالات، بل الثبات والتعزيز والنمو المطرد وبحث آليات تعزيزها في الميادين كافة إضافة إلى بحث سبل التعاون العربي وتطورات الأوضاع السياسية في المنطقة كما ستركز على بحث عدد من الملفات الإقليمية وفي مقدمتها تداعيات الأحداث في فلسطين ولبنان والعراق والسبل الكفيلة بتحريك عملية السلام.
وتأتي القمة السعودية الأردنية في إطار الجهود المكثفة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لتعزيز والدفع بالعلاقات الأردنية السعودية التي يصفها عدد من القيادات السياسية والإعلامية الأردنية بأنها وصلت إلى مستوى يشكل نموذجًا يحتذى في العلاقات العربية العربية والمفتوحة على آفاق واسعة وواعدة للارتقاء بها في مختلف المجالات وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويسهم في دفع مسيرة العمل العربي المشترك وخدمة مصالح الأمة العربية وشعوبها.
فيما ترى تلك الأوساط أن القمة السعودية الأردنية تأتي في ظل ظروف إقليمية صعبة وتحديات كبيرة تواجهها الأمة العربية والإسلامية، تستدعي توحيد المواقف وتكثيف الجهود والتحرك باتجاه إعادة إطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وتمثل العلاقات السعودية الأردنية أنموذجًا يحتذى تكاملاً واتساقًا فهي تقوم على أسس راسخة ومتينة مرتكزة على دعائم ووشائج قوامها الجوار وأواصر القربى، والمصير المشترك فكلا البلدين مكمّل للآخر والكل منهما يمثل بعدًا أمنيًا للبلد الآخر، والتعاون القائم بين البلدين ثمرة لرعاية كريمة ولعناية شاملة ولحكمة رائدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك عبد الله الثاني، لذا فإن العلاقات بين البلدين تُعدُّ أنموذجًا للعلاقات الأخوية الصادقة التي تعكس انسجامًا في المواقف حيال القضايا المشتركة، وتوافقا في الرؤى حول مختلف المسائل.
ولا شك في أن العلاقات الأردنية السعودية غدت بحق أنموذجًا يحتذى به في العلاقات العربية - العربية بفضل العلاقات الأخوية والمتينة بين القائدين الكبيرين، وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور والتنسيق المستمر حيال كافة الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات في المنطقة، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويصب في تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي في مواجهة التحديات والظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة.
وقالت صحيفة (الدستور) الأردنية في استعراض للعلاقات السعودية الأردنية وعلى صدر صفحتها الأولى يتمتع البلدان الشقيقان بعلاقات ودية أخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة وروابط دين وجوار وأخوة وأمن واستقرار لا يتجزأ وموروث تاريخي ووحدة جغرافية وفكرية واجتماعية متميزة حافظت المملكتان عليها بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر ومن خلال تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل وقرار قطعي بأن تكون كل منهما عمقًا إستراتيجيًا للأخرى، وتماثل في المواقف إزاء قضايا المنطقة وتنسيق مستمر ثنائي وإقليمي ودولي وكل ذلك بفضل قيادة حكيمة وبعد نظر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني ورعاية أقامت أنهرًا من المحبة والمودة وحققت ازدهارًا واستقرارًا لا مثيل لهما.
وتتمتع العلاقات السعودية الأردنية بودية وأخوة وجوار تجلّت من خلال الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة وحافظت المملكتان على تلك الروابط بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر..
كما أسهم في ذلك تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل والرؤية الواحدة بأن تكون كل منهما عمقًا إستراتيجيًا للأخرى.
إن المحبة والتقدير الذي يكنّه الأردنيون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والمكانة التي يتبوؤها هذا القائد العربي الحكيم في قلوب الأردنيين نابعة من المواقف الحكيمة والدور المهم والحيوي والمميز الذي تنهض به المملكة العربية السعودية على مستوى العالم العربي بما تشكله من صمام أمان وحرص على الأمة وشعوبها والقضايا العادلة وانحيازها الدائم لصالح الشعوب العربية والإسلامية فقد حباها الله عزّ وجلّ بقيادة حكيمة ميّزها بالحب والعطاء والتضحية التي بذلت كافة جهودها وواصلت العمل ليلاً ونهارًا دون كلل أو ملل لخدمة شعبها وأمتها.
وقالت الصحيفة: إن الأردنيين جميعًا وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله الثاني يقدرون للمملكة العربية السعودية وقائدها خادم الحرمين الشريفين مواقفه الفذة المساندة لبلدنا والداعمة لخططه التنموية والوقوف إلى جانبه لتجاوز الظروف الصعبة مما أسهم في المساعدة بتنفيذ برامجنا الاقتصادية والتنموية، وهي مواقف تضيء على أكثر من حقيقة في مشهد العلاقات الثنائية التي قامت في الأساس على الثقة والأخوة الحقيقية وانتهجت مبدأ التنسيق والتشاور الدائم والمتواصل لخدمة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية.
إن العلاقات الأردنية السعودية تواصل صعودها نحو الأعلى في ثبات واطراد في نموذج استطاع الأردن والمملكة العربية السعودية تجسيده في المشهد العربي والمفتوح على آفاق رحبة للارتقاء به إلى مستوى أعلى في كافة المجالات بحيث غدا هذا النموذج جزءًا ثابتًا ونموذجًا يقتدى في العلاقات العربية - العربية التي يجب الارتقاء بها على نحو يماثل العلاقات الأردنية السعودية ويزيد من تفاؤل وأمن الشعوب العربية بأن يتم تجاوز العراقيل والعقبات التي تعترض إحياء العمل العربي المشترك وبما يخدم مصالح شعوبها ويسهم في استعادة حقوقها وتوحيد صفوفها.
وبمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة نستذكر زيارته التاريخية الأولى لوطنه الثاني الأردن، حيث حلّ ضيفًا كريمًا عزيزًا محاطًا بالمحبة والتكريم كقائد كبير استطاع بحكمته وبعد نظره وتواضعه واعتداله وانتمائه العربي الصادق والتزامه لقضايا أمته ونصرة شعوبها أن يتقدم صفوف هذه الأمة مدافعًا عنها ومتصديًا لكل محاولات النيل منها وتشويه حضارتها والإساءة لدينها العظيم دين التسامح والمحبة والاعتدال والوسطية.
ونستذكر أيضًا في هذه المناسبة مدينة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود السكنية التي أعلن خلال زيارته للأردن عن إنشائها تقديرًا من جلالة الملك عبد الله الثاني للمواقف النبيلة والدعم المتواصل الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين للأردن لتمكينه من مواجهة التحديات، لتكون أكبر مشروع إسكاني تنموي تشهده المملكة الأردنية وليجسد تقدير جلالة الملك عبد الله الثاني وحكومة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية لخادم الحرمين الشريفين وبشرى خير تجسد معاني البناء الراسخ والسكن والسكينة في العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
وشهدت العلاقات الأردنية السعودية تطورًا على كافة الأصعدة خصوصًا الاقتصادية وأصبحت معها الشريك التجاري الأول، حيث تظهر أرقام التبادل التجاري استمرار النمو بالاتجاهين رافقها ارتفاع في حجم الاستثمارات في ظل ما يتمتع به البلدان من سياسات اقتصادية متحررة ومنفتحة في التجارة والصناعة والزراعة والخدمات والاستثمار.
وأضافت الصحيفة ويمكن القول: إن المملكة العربية السعودية أضحت الشريك التجاري الأول للأردن خلال العامين الماضيين، وتظهر أرقام حجم التبادل التجاري استمرار النمو بالاتجاهين، حيث بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى المملكة العربية السعودية خلال عام 2009 نحو 377.5 مليون دينار، كما بلغت قيمة الواردات نحو 1.729 مليار دينار، وتستوعب السعودية 50 بالمئة تقريبًا من إجمالي العمالة الأردنية في دول مجلس التعاون الخليجي، بإجمالي 80 ألف عامل.
وفي الإطار ذاته، تصدرت الاستثمارات السعودية قائمة أكبر 10 دول صنفت على أنها الأكثر استثمارًا في الأردن، حيث بلغ حجم الاستثمارات السعودية المباشرة في المملكة، التي استفادت من قانون تشجيع الاستثمار منذ عام 1996 وحتى نهاية العام الماضي، 940 مليون دينار.
واحتل قطاع الصناعة الحجم الأكبر من الاستثمارات السعودية، بقيمة 730 مليون دينار، تلاه قطاع الفنادق بـ150 مليونًا.
في حين توزعت قيمة الاستثمارات الأخرى على قطاعات الزراعة والنقل والمستشفيات ومدن التسلية والترويح السياحي. كما توجد استثمارات سعودية تزيد على 4 مليارات دولار في قطاعات خدمية كالنقل والبنية التحتية والطاقة والخدمات اللوجستية والقطاع المالي والتجاري والإعلامي.
وأيضًا، يصل حجم الاستثمارات السعودية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نحو 80 بالمئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية فيها.
وتُعدُّ الاستثمارات السعودية ذات قيمة مضافة، وذات تأثير مباشر على الاقتصاد والعمالة. وقد تم عقد اجتماعات الدورة الثانية عشرة للجنة السعودية الأردنية المشتركة في الرياض خلال الفترة 13 - 14 كانون الثاني 2009، حيث بحثت اللجنة أوجه التعاون المشترك كافة، وخصوصًا تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، والعمل على زيادته بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين من خلال الكثير من الآليات، حيث تم الاتفاق على إزالة المعوقات كافة غير الجمركية، التي تحد من دخول بعض البضائع الأردنية إلى السوق السعودية، والتوصل إلى حلول نهائية لها من خلال نقاط الاتصال المشكلة في إطار المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وعلى الصعيد ذاته، يرتبط الأردن والسعودية بالكثير من الاتفاقيات والبروتوكولات، ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تنظم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويتطلعان إلى استكمال المباحثات حول مشروع اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي وإبرام اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين.