الحمد لله العلي الأعلى الولي المولى، الذي خلق فأحيا، وحكم على خلقه بالموت والفناء والبعث إلى دار الجزاء، وأن من أعظم أنواع الفقد على النفس وقعاً وأشده على القلب لوعة وأثراً فقد الطيبين ذوي الخصال الحميدة.
في يوم الثلاثاء 24-7-1431هـ فقدنا الشاب النقيب عبدالله محمد الشمالي الرويس على أثر حادث مروري أليم {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} الحقيقة: إن المصاب جلل وخسارتنا فادحة.
فماذا أقول عن الفقيد -رحمه الله- عن بره لوالديه، أم عن صلة الأرحام، أم عن أمانته وإخلاصه في عمله، أم عن إنسانيته مع رؤسائه وزملائه في العمل، أم عن ابتسامته وتواضعه وبساطته مع المراجع أم عن شهامته وكرمه، أم عن دماثة خلقه وصدقه ومحبته للناس.
إنني أعلم أن من فقدوه ليسوا نحن أهله فحسب، بل فقده الوطن كرجل من رجال الدولة المخلصين لولاة الأمر وللوطن بأمانته ونزاهته، وخسرته وزارة الداخلية بوجه عام والأمن العام بوجه خاص.
ومن المواقف النزيهة المنسوبة إليه ما حدثني به أحد زملائه النقيب محمد العتيبي يقول إنه بتفتيش مكتبه بعد وفاته وجد مبالغ مالية تعود للحوادث المرورية التي كان يباشرها -رحمه الله- مدونة بموجب بيان موضحاً فيه تاريخ وقوع الحادث والمبلغ الذي يعود لكل حادث مروري، ولنا فقد حزن لفقده الكثير والكثير من الناس، وما الجموع الكبيرة التي توافدت على المسجد الجامع الكبير بمحافظة الدوادمي ظهر يوم الأربعاء 25-7-1431هـ للصلاة عليه معبرة عن حزنها وألمها العظيم لفقده إلا دليل على ذلك.
كما توافدت جموع غفيرة على مدى ثلاثة أيام على منزل والده للتعزية والمواساة.
هنيئاً لك يا أبا محمد هذه المحبة، وهنيئاً لك هذه الشهادات الطيبة من إخوانك ومحبيك، والناس شهود الله في أرضه.
أسأل الله سبحانه وتعالى ألا يحرمك من رحمته، فعليك من الله الرحمة والسلام في قبرك يا أبا محمد السلام عليك لا لقاء بعده في الدنيا، وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل.
وأخيراً.. نسأل الله العظيم أن يجبر مصابنا ويخلف علينا ويعوضنا عن تلك الخسارة العظيمة، ونسأله سبحانه أن يغفر لفقيدنا الغالي. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).