دمشق - مكتب الجزيرة :
تحظى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دمشق اليوم بترحيب رسمي وشعبي عبَّر عنه نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد الذي قال في تصريح ل»الجزيرة»: إن سوريا قائداً وحكومةً وشعباً ترحب بضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى بلده سورية. مؤكداً أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين التي تشهد تطوراً مستمراً على كافة الصعد.
ونوه المقداد بشخصية الملك عبدالله ومواقفه الكبرى التي تدعو إلى التقدير والإعجاب والتي انعكست إيجاباً على مستوى التنسيق بين البلدين إقليمياً ودولياً.
وأوضح المقداد أن التأثير الكبير للمشاورات المستمرة والتنسيق والزيارات المتبادلة بين قادة البلدين انعكس إيجاباً على العديد من القضايا، وأبرز ثمار هذا التنسيق الإنجاز الرائع في لبنان الذي انتهى إلى إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذا التنسيق مستمر لضمان الاستقرار والأمن ليس في لبنان فقط بل في المنطقة، لافتاً إلى أن الحضور الكبير لهذا التعاون تجسد في الشراكة لترسيخ المصلحة العربية سواء كان في الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عجم الانحياز ومجموعة الـ»77» والصين.
وشدد نائب وزير الخارجية على أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبرى لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة وخاصة إزاء ما تقوم به إسرائيل من تدمير لأي أفق لعملية السلام وعدم استجابتها للقرارات الدولية من خلال تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتقرير مصيره الأمر الذي يزعزع الأمن في المنطقة والعالم.
على صعيد متصل رأي المحلل السياسي طالب قاضي أمين في حديث ل»الجزيرة» إن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى سورية تؤكد صدق ومتانة العلاقة الأخوية التي تربط بين زعيمي البلدين وتؤكد الرؤية المشتركة لهما في معالجة قضايا المنطقة على أساس التفاهم المبني على الأخوة و المصالح المشتركة لدول المنطقة وعلى أساس إدارة الاختلاف في المواقف بما لا يؤثر على تطوير وتنمية العلاقات في المجالات الأخرى.
مشدداً على محورية الدور الهام والأساسي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بقيادة عاهلها الملك عبدالله على صعيد الوطن العربي والعالم، وهو ما يعطي هذه الزيارة بعداً مهماً جداً في ظل تداخل ملفات المنطقة وحساسيتها خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتعنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في وجه مبادرة السلام العربية وانسداد أفق مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل، كما يضاف أيضاً بعض الخلافات على الساحة العربية والتي نعتقد أن دور العاهل السعودي سيكون أساسياً في معالجتها.
ويتوقع المراقبون أن تفضي جولة خادم الحرمين الشريفين الرباعية التي شملت بالإضافة لمصر وسورية كلاً من لبنان والأردن إلى نتائج مباشرة على الملفات الشائكة في المنطقة لاسيما الملفين اللبناني والفلسطيني.