القاهرة - مكتب الجزيرة :
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع شقيقه الرئيس المصري حسني مبارك عدداً من القضايا الإقليمية والدولية الهامة وذلك في القمة المشتركة التي جمعت بينهما أمس في منتجع شرم الشيخ المصري، وتناولت المباحثات سبل لم الشمل العربي وتحقيق المصالحة العربية - العربية استكمالاً لجهود خادم الحرمين التي أطلقها في القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في يناير 2009 وأعلن فيها مبادرته لإعادة ترتيب البيت العربي، وما بذله من جهود حثيثة منذ ذلك الوقت تكللت بعودة المياه إلى مجاريها بين المملكة والشقيقة سوريا، ويسعى خادم الحرمين من خلال جولته العربية التي تشمل سوريا ولبنان والأردن لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين مصر وسوريا وإعادة الحياة للمثلث الذهبي العربي بين المملكة ومصر وسوريا بما يخدم القضايا العربية.
كما تناولت القمة ملف تعزيز العمل العربي المشترك خاصة في ضوء حرص مصر والمملكة الواضح على تعزيز العمل العربي وبحث آليات تطويره. وتناولت القمة أيضاً ملف العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والمملكة وسبل تعميقها وتوسيع نطاقها في المجالات المختلفة. وركزت القمة على بحث تطورات القضية الفلسطينية، والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتناولت في هذا الإطار تطورات عملية السلام وتقييم الموقف وسبل تهيئة الأجواء الملائمة لتدشين مفاوضات جادة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك في ضوء لقاءات الرئيس مبارك واتصالاته المكثفة مع العديد من الأطراف المعنية مباشرة بهذا الملف على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وشغل الملف اللبناني جانباً هاماً من محادثات القمة المصرية السعودية وذلك في إطار التشاور المستمر بين الزعيمين والبلدين وحرصهما على تحقيق الاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق وعدم تعرضه لما قد يهدد السلم والأمن هناك، وفي هذا الشأن تناولت المباحثات تطورات الأوضاع السياسية في لبنان، وكيفية التغلب على أزماته الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية، التي تحدق باستقراره، بالإضافة إلى بحث قضية الأمن في منطقة الخليج في ضوء أزمة البرنامج النووي الإيراني.
وتناولت مباحثات القمة أيضاً العديد من القضايا العربية والإقليمية الهامة ومنها الوضع في العراق خاصة في ضوء حرص مصر والمملكة على تحقيق الاستقرار في العراق الشقيق، والمشاورات التي أجراها في هذا الخصوص الرئيس مبارك مع الأطياف المختلفة في العراق، حيث سبق وأن استقبل الرئيس مبارك خلال الأسابيع القليلة الماضية كلاً من الرئيس العراقي جلال طالباني ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني ورئيس الوزراء الأسبق رئيس كتلة العراقية إياد علاوي.