الشيخ رائد صلاح، عرفناه مكافحاً صلباً في مواجهة صلف وتعنت القوات الإسرائيلية المحتلة، خاصة في الاعتداءات التي تشنها هذه القوات على المسجد الأقصى حتى أصبح الشيخ رائد صلاح توأماً للمسجد الأقصى، كل قضية وكل مسألة لها علاقة بالمسجد الأقصى نجد الشيخ رائد صلاح حاضراً، يحضر من قريته أم الفحم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948م ليشارك في الدفاع عن المسجد الأقصى الذي جعله قضيته وحياته.
الشيخ رائد صلاح حكمت عليه إحدى (المحاكم الصهيونية) ليقضي عدة أشهر في السجن بعيداً عن محبوبه المسجد الأقصى، وهذا الشيخ الذي شارك ضمن الناشطين الذين احتجوا على حصار أهل غزة، وتواجد على سفينة (مرمرة) التركية وقاوم جنود الاحتلال، لم يتأثر عندما قاده جنود الاحتلال للاعتقال والتحقيق، لم يتأثر لأنه يعلم أنه سيعود لحبيبه المسجد الأقصى ليظل شامخاً وثابتاً إلى جانب جدرانه، منتصباً بإباء في ساحته مدافعاً وحارساً دائماً، يدافع بصدره وبيديه العاريتين.
ظل أعواماً وأعواماً يؤدي دوره بالدفاع عن المسجد الأقصى ولم تهمد همته رغم استكانة الكثيرين، وهو اليوم لا يحزنه سوى البعد عن حبيبه (المسجد الأقصى). ومع أنه غادر جدران المسجد وساحاته منقاداً بتعسف إلى السجن، إلا أنه يعلم أن ذهابه إلى السجن ليس إلا دفاعاً عن المسجد الأقصى، وهذا يخفف من جزعه لأن كل ما يفعله دفاعاً عن حبيبه ويهون أمامه كل شيء، ويأمل أن تكون هذه التضحية دافعاً للصامتين للتحرك دفاعاً عن الحرم الثالث، وأن يلبوا نداء الأقصى الجريح.
الشيخ رائد صلاح لن يطول غيابه عن المسجد الأقصى فما هي إلا أشهر ويعود -بإذن الله- مرابطاً عند جدران المسجد مدافعاً بشموخ، صامداً في ساحاته، مستحثاً من استكانوا وحاثاً بصراخه من ناموا عن واجبهم وصمتوا أمام كل العبث الصهيوني.
jaser@al-jazirah.com.sa